الحفلات الباذخة التي كانت تقيمها فولكس واجن وتجلب إليها شخصيات فنية مشهورة، هي على وشك التوقف الآن. استعراض مشاهير نجوم الفن في العالم كان جزءا من ثقافة الإنفاق في أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم. لكن الشركة الآن أمام إصلاحات وغرامات بمليارات الدولارات (أو اليورو إذا كنتَ تركز على أن الشركة ألمانية) نتيجة فضيحة الغش في اختبارات الانبعاثات. لذلك فإن ماتياس ميولر، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة تعهد الأسبوع الماضي بتجميد جميع التكاليف غير الضرورية. في كلمة له أمام 20 ألف موظف في مقر فولكس واجن الرئيسي في مدينة فولسفبيرج في ألمانيا، طلب ميولر من الحضور أن يكونوا مستعدين "لتوفيرات هائلة" في ما يمكن أن يكون "عملية لا تخلو من الألم". حتى بالمقاييس الباذخة لصناعة السيارات، كانت فولكس واجن تنفق بسخاء. كان لديها تنفيذيون مختصون بالهندسة، وهؤلاء دخلوا في مشاريع مثل السيارة الفائقة بوجاتي فيرون (التي كانت تخسر المال) إلى سيارة سيدان فايتون الفاشلة، التي كان يتم تجميعها يدويا في معمل خاص ذي أرضيات خشبية من قبل فنيين في الزي الأبيض. وأثناء حديث ميولر الذي حاول فيه أن يغرس إحساسا جديدا بالمساءلة، تعهد بأن تتخلى الشركة عن البذخ الذي أدى إلى نشوء هيكل متضخم من الموظفين غير المستَغَلين جيدا. وقال ميولر: "لن أقبل أن يجلس عشرات الخبراء في اجتماعات أو يتجولوا أثناء اختبارات الموافقة على السيارات في حين أن العمل لا يجري إنجازه." أكثر المجالات وضوحا من حيث بذخ فولكس واجن كانت في معارض السيارات الكبيرة، حيث كانت الشركة تقيم حفلات باذخة تُحضِر إليها كبار المشاهير في عالم الفن والاستعراض، والمشروبات التي تقدَّم بلا حساب، ووجبات البوفيه المفتوح. هذا العام جاء الزائرون إلى جناح أودي في معرض فرانكفورت للسيارات ودخلوا نفقا مثل الكهف من الثلج والضباب من خلال نفثات من الهواء البارد. كانت بعض السيارات منصوبة على شاشات فيديو بحجم جدار كامل، وتدور باستمرار لإعطاء الانطباع بأنها تنطلق بسرعة كبيرة على الطريق العام أو تدور على منصة مثل وردة عملاقة. كانت فولكس واجن تسعى لأن تجعل تجربة شراء السيارة تجربة لا تنسى. في بلدة فولسفبيرج، وهي بلدة صناعية في شمال ألمانيا أقيمت بأكملها حول مصانع الشركة، يأتي المشترون لاختيار سياراتهم من مركز يشبه أحد المنتزهات، حيث يتجولون داخل 8 أجنحة تنتشر فيها الاستعراضات المائية وتمثل العلامات التجارية مثل بورش وأودي. وإلى جانب المعرض يوجد متحف للعلوم، من إنشاء المهندسة المعمارية المشهورة زها حديد. من الأمثلة على بذخ الشركة، هناك معمل في فولفسبيرج يتبع للشركة ويوظف 25 عاملا وينتج ما بين 10 أطنان إلى 12 طنا من اللحم في الأسبوع، الذي تقدمه الشركة في معظم المناسبات. ربما لن يكون من السهل على الشركة التخلص من عادة متأصلة فيها. لكن لا بد لها من إجراء تخفيضات قوية ومعقدة ضمن علاماتها التجارية من السيارات والدراجات والمركبات التجارية، التي تبلغ 12 علامة، إذا أرادت تعزيز الأرباح.