هل هناك أغلى من الوطن؟ هل هناك أهم من تراب الوطن؟ ان تراب الوطن أغلى ما في الوجود ولكي نحافظ عليه يجب ان نفديه بكل غالٍ ونضحي بانفسنا من اجله، ان الارض والعرض والدين هم السر الدفين في وجودك وحفظ كرامتك فإذا ضاعت ارضك عشت شريدا لاجئا تهيم على وجهك في هذه الدنيا، وإذا أضعت دينك أضعت وجودك وخسرت رضا خالق الكون وإذا فرطت في عرضك فقدت كرامتك وتكوينك وعزتك، وإن أعداء الدين قد يحاولون ان يزرعوا الشك والفتنة في دربك وطريقك بأساليب قذرة، ويدخلوا عليك بطرق مشبوهة تشكك في كل ما حولك من الانتماء للوطن والأسرة والغُلو في الدين لغرض في أنفسهم قد يجهلونه، ولقد سخرتهم قوى الشر لخدمة اغراضهم ولكن ما دورك لكي تحافظ على أغلى ما لديك ان تكون ذا حكمة وبصيرة وان لا تنساق وراء أفكار مريضة سخرت كل ما لديها لكي يكره الإنسان أغلى ما لديه الذين رضاهم يدخله الجنة، وهم والداه ويبث الحقد والضغينة لنفوس عاشت معه وأجبته وضحت من اجله وعاشت معه سني عمره. إن المواطن الصالح المحب الذي يريد ان يكسب رضا خالقه ويتمنى جنته يجب ان يحرص على أهله، ويدافع عنهم بكل ما يملك ويحارب كل فكر يشتت عقله ويقلب توازنه واتزانه. إن الأهل هم عَصب الحياة وكسب رضاهم جنة، فيجب ان تحارب كل من يشكك في أغلى شعور وأعظم حب شعور الوالدين وحب الأهل وحب الوطن، وأن لا تنساق وراء أفكار عجيبة وغريبة اودت بالكثير للتهلكة والضياع، وان لا تكون أدوات تنفيذ لأفكار هدامة نخسر فيها الدنيا والآخرة. ان ديننا دين عظيم دين حب وإصلاح وصلة قربى وتراحم. الدين الذي يأمر بصلة الأرحام دين يحرم الجنة على قاطع الرحم، دين يأمرنا ان لا نختصم ويحث على العفو والصفح والتسامح والبعد عن التشاحن بين الأهل والاصحاب، لماذا تحرضك هذه الفئة على كره اهلك ووطنك وعشيرتك ومن يقود مسيرة الوطن؟ ماذا تريد منك وماذا ستحقق لك؟ يجب ان نكون على قلب رجل واحد في وجه من يريد الضرر بالأهل والوطن والدين، وأن نحارب كل فكرة أو حوار يزرع التفرقة والضغينة وان نبعد عن العنصرية والطائفية، وأن تجتمع قلوبنا حول وطن اعطانا الكثير من الخيرات التي لا يمكن ان تحصرها سطور او مجلدات، فالجميع يجب ان يكون جنديا في موقعه وخاصة معلمي الأجيال. ان بين أيديهم جيلا يتطلع ان يضعوه على الطريق الصحيح، حاورهم نوّرهم وضّح لهم أهمية الوطن ازرع في نفوسهم حب الوطن ومن يعيش على ارضه، وابتعد عن كل ما يثير الشك والغموض والضغينة، علمهم كيف يحاربون الأفكار الهدامة وكذلك لا ننسى دور الام والاصدقاء ودور المثل الأعلى الأب الذي يجب ان يعكس كل صور الجمال والحب في نفوسهم وان نكون دروعا واقية في كل موقع نتواجد فيه يجب ان تشارك الأبناء ألعابهم، وأفكارهم لنكسب حبهم وانتماءهم لهذ الوطن المعطاء، ان الجميع بحاجة ان يحدد دوره الوطني ويفكر ماذا سيقدم لوطنه ودينه واهله انهم هم من يستحق الحب والوفاء في كل زمان وفي كل ظرف من ظروف الحياة.