اقترح مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، حكومة وحدة وطنية للبلاد التي تشهد انقساما بعد أشهر من المفاوضات، وقال ليون: إن فائز السراج سيكون رئيس الوزراء الجديد، وذلك في أعقاب أشهر من المفاوضات بين الطرفين المتنازعين في مدينة الصخيرات المغربية، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، وحث القادة الليبيين على عدم تبديد هذه الفرصة". وأعلن فرقاء الأزمة في ليبيا عن تمسكهم بشكل الحكومة الجديدة برئاسة فايز السراج، التي أعلنت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية في الصخيرات المغربية، وطالبوا في بيان لهم المؤتمر الوطني المنتهية ولايته بتقديم مرشحيه لحكومة الوحدة الوطنية. وحذر البيان المؤتمر الوطني من مغبة تأخره في المشاركة في حكومة الوفاق الجديدة ما يعني استمرار حالة الانقسام والشلل في الدولة الليبية. وأكد ممثلو الأطراف في بيانه، أن "قاطرة التوافق الوطني قد انطلقت"، داعين المتغيبين إلى "الإسراع بالالتحاق بركب الوفاق". وسيتعين من أجل نجاح أي اتفاق التغلب على معارضة من متشددين واجتياز تصويت في برلمانيين متنافسين. وبعد أربعة أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي، انزلقت ليبيا في هوة صراع بين حكومة معترف بها وبرلمانها المنتخب، وبين حكومة موازية تشكلت في طرابلس العام الماضي، في خضم معركة للسيطرة على مقاليد البلاد. ويأتي اقتراح الأممالمتحدة بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة بين الفصيلين الرئيسيين، واعترض ممثلون عن المؤتمر الوطني العام، وهو برلمان الحكومة الموازية، على المرشحين المقترحين لحكومة الوحدة رغبة في إجراء المزيد من التعديلات على الاتفاق الأولي. لكن اقتراح الأممالمتحدة يشمل أعضاء من المؤتمر الوطني العام في الحكومة. وقال مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون للصحفيين في الصخيرات المغربية التي استضافت المحادثات، "قرر المؤتمر الوطني العام عدم اقتراح أسماء والمطالبة بإجراء المزيد من التغييرات على النص." وقال: إن الفرصة لا تزال قائمة لمشاركة المؤتمر الوطني العام في حكومة الوحدة المقترحة. ومن المقرر أن يصوت البرلمان المنتخب والمؤتمر الوطني العام في طرابلس على الاقتراح. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بالاقتراح في بيان أصدره مكتبه الإعلامي في حين حث الطرفين على قبول الاتفاق والتوقيع عليه. وقال البيان: إن بان "يحث الزعماء الليبيين على عدم تبديد هذه الفرصة لإعادة البلاد على المسار الصحيح لبناء دولة تعبر عن روح وطموحات ثورة 2011." وقال بان في البيان: "حان الوقت كي توافق أطراف الحوار السياسي على هذا الاقتراح وتوقع على الاتفاق دون تأخير." المناصب الرئيسية ويسمي الاتفاق ستة مرشحين لتولي المناصب الرئيسية في حكومة الوحدة إذ سيصبح فايز السراج العضو بمجلس النواب المنتخب رئيساً للوزراء وله ثلاثة نواب. ويشارك اثنان آخران في مجلس رئاسي أحدهما من المؤتمر الوطني العام. وهنأت مصر الشعب الليبي في ساعة مبكرة من، صباح أمس الجمعة، بالتوصل إلى التوافق بشأن حكومة وحدة وطنية. وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن ارتياحها لهذا "التطور المهم" وللجهد الذي بذله المبعوث الأممي "برناردينو ليون" في التوصل إلى هذا الاتفاق بمساعدة عدد كبير من الدول. وأشارت الوزارة إلى أن مصر حرصت بكافة مؤسساتها على تقديم كل ما يلزم من دعم للعملية التفاوضية الجارية منذ عدة أشهر، من أجل إنجاح العملية والحفاظ على سلامة ليبيا ووحدة أراضيها ودعم الدولة الليبية، لتحقيق الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات ومكافحة الإرهاب على الأراضي فى ليبيا. وأشارت وزارة الخارجية إلى "أهمية استمرار وتعزيز الروح الإيجابية التي أنتجت هذا الاتفاق على ضوء التحديات الكثيرة الماثلة أمام الحكومة ومؤسسات الدولة الليبية في المستقبل"، مؤكدة أن "مصر ستقف إلى جانب أشقائها الليبيين في كل لحظة لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وحفظ أمنهم واستقرارهم".