أعطى المبعوث الأممي في الملف الليبي، برناردينو ليون، فرصة جديدة لأطراف الحوار السياسي الليبي المجتمعة بالصخيرات المغربية من أجل التوصل إلى توافق حول الوثيقة النهائية للاتفاق السياسي لحل الأزمة الليبية. وقالت مصادر مطلعة إن بعثة الأممالمتحدة المشرفة على سير هذه المفاوضات بالصخيرات تمارس ضغوطا مكثفة على أطراف النزاع من أجل طي صفحة الخلافات والتوقيع على اتفاق ينهي مسلسل التصعيد الذي تعرفه الأزمة الليبية على الأرض. وكادت التطورات العسكرية الأخيرة في ليبيا، وخاصة في بنغازي، أن تتسبب في نسف المفاوضات السياسية الدائرة بالصخيرات. إذ في الوقت الذي كان ينتظر فيه الإعلان، أمس الاثنين، عن لائحة الأسماء المقترحة لحكومة الوفاق الوطني، جاء التصعيد العسكري في بنغازي ليربك حسابات برناردينو ليون ويعيد سير المفاوضات إلى نقطة الصفر. وكان ليون قد أعلن من الصخيرات، خلال ندوة صحافية مشتركة مع ممثلي مجلس النواب الليبي والمقاطعين له، عن قرب التوقيع عن اتفاق وصفه ب "التاريخي" من شأنه أن ينهي الصراع المشتعل على السلطة في ليبيا. وتم التوقيع، بالأحرف الأولى، على اتفاق من طرف مختلف الأطراف المجتمعة، بمن في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركين في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية، مع تسجيل غياب لممثلي المؤتمر الوطني العام. وكانت حكومات فرنسا وألمانيا وإسبانيا وايطاليا وبريطانيا، إضافة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، قد دعت إلى ضروري الحسم في لائحة المرشحين لحكومة الوحدة الوطنية قبل 20 سبتمبر الجاري. غير أن التطورات العسكرية الأخيرة في بنغازي عطلت المفاوضات بين الفرقاء الليبيين وأثارت الانقسامات من جديد بينها، ما ينذر بصعوبات كبيرة ستعترض المبعوث الأممي من أجل إرجاع المفاوضات إلى سكتها الطبيعية. وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع أن برناردينو ليون الذي يبدو أن مهمته قد انتهت عمليا يوم أمس (21 سبتمبر) يفكر في الإعلان عن استقالته من تدبير هذا الملف الشائك. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا قد دانت بشدة التصعيد العسكري في بنغازي، مطالبة الفرقاء الليبيين باختتام الحوار السياسي الليبي بالصخيرات بسرعة. وقالت البعثة في بيان لها إن الضربات الجوية تهدف إلى "تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع وعرقلتها في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة"، مؤكدة ضرورة أن "يكون الحل الوحيد ضمن إطار الحوار السياسي الجاري والتسوية السياسية التي تضمن مشاركة الجميع والتوازن والتوافق". وناشدت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا المسؤولين والشخصيات المؤثرة التي تدعم عملية الحوار السياسي أن يستخدموا تأثيرهم ونفوذهم لتهدئة الوضع العسكري على الأرض، مضيفة أن التصعيد العسكري يجب ألا يعرقل الجهود الجارية والتي يقوم بها الليبيون المخلصون الوطنيون الذين يريدون استعادة السلام والاستقرار في بلادهم.