أكد ملاحيون أن قطاع النقل البحري شريان اقتصادي، حيث يعد نافذة للتجارة داعمة للصناعات وجاذبة للاستثمار، وأن إضافة الخدمات اللوجستية إليه يحسن من أداء القطاع. وأوضح المختصون خلال حديثهم ل «اليوم» أن تحول الموانئ السعودية إلى موانئ محورية ومراكز لوجستية يسهم بشكل كبير في تنشيط سير العمل في الموانئ الصغيرة: كميناء ضبا، وميناء جازان. ولفت المختصون إلى أن الموانئ السعودية تحولت إلى موانئ محورية للسفن العالمية وخطوط الملاحة المنتظمة، إذ استقبلت خلال هذا العام والعام الماضي عددا من سفن الحاويات العملاقة. ففي البداية، شدد الكابتن البحري محمد الجزار رئيس لجنة النقل البحري بغرفة تجارة جدة على ضرورة وجود موانئ محورية ومراكز لوجستية والاستفادة من تجربة الدول الأخرى، مضيفا أن المراكز اللوجستية تعتبر ركائز اقتصادية لأي دولة، ومولدة لآلف الوظائف، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة في المملكة قديمة وبمعزل عن المتغيرات الكبيرة التي حدثت على مستوى العالم وتقيدنا بثوابت تقليدية لا تراعى أثر المتغيرات في الصناعة والتجارة واللوجستيات والنقل والاقتصاد المعرفي. موضحا أن ميناء جدة الإسلامي أقدم من حيث المنشأ من ميناء الفجيرة الإمارتي، ولكن من حيث التطور في الخدمات التي يقدمها ميناء الفجيرة يعتبر ميناء جدة أقل لوجستية، وميناء الفجيرة أنشئ حديثا اقتداء بتجربة سنغافورة في المراكز اللوجستية، وهذا التغير الحاصل في ميناء الفجيرة يؤكد ضرورة إعادة دراسة الأنظمة المتعلقة بتطوير النقل البحري، دراسة مستفيضة لأنظمة الموانئ وأنظمة حرس الحدود وأنظمة الجمارك وغيرها من الجهات المعنية. من جانبه، يرى عبدالله البلادي عضو لجنة الوكلاء الملاحيين بغرفة تجارة جدة، أن الخطوة الأولى لتحويل الموانئ إلى مراكز لوجستية تكمن في تنشيط سير العمل في الموانئ الصغيرة: كميناء ضبا وميناء جازان. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ذلك التنشيط يكون بعدم تركيز استلام وتوزيع الشحنات عبر الموانئ الكبرى كميناء جدة الإسلامي وميناء الجبيل الصناعي، وإنما يكون هناك بادرة من المستوردين أن يتم استلام الشحن على الموانئ الصغيرة وعلى سبيل المثال أن يكون استلام الشحنات للمستوردين من المنطقة الجنوبية من ميناء جازان، وعلى ذلك النمط كل موانئ المملكة؛ ليتم تنشيطه بمرور خطوط الشحن من خلالها. ويشير البلادي إلى أن هناك موانئ تحولت إلى موانئ محورية للسفن العالمية وخطوط الملاحة المنتظمة، إذ استقبلت خلال هذا العام والعام الماضي عددا من سفن الحاويات العملاقة، منوها أن رسوها في أي ميناء يتطلب إمكانيات وتجهيزات عالية المستوى. ويؤكد البلادي أن قطاع النقل البحري شريان اقتصادي مهم، حيث يعد نافذة للتجارة داعمة للصناعات وجاذبة للاستثمار، وأن إضافة الخدمات اللوجستية إليه يحسن من أداء القطاع الذي يعيش نموا اقتصاديا يتماشى مع متطلبات السوق السعودي؛ مما يؤدي إلى تنامي الشركات المتخصصة بمجال الخدمات اللوجستية والتي تلبي الطلب المحلي والإقليمي.