شنت القوات الحكومية السورية وجماعات مسلحة متحالفة معها هجوما على المعارضة المسلحة في سهل الغاب غرب سوريا، أمس الخميس، بدعم من غارات جوية روسية، وأعلنت المعارضة السورية المسلحة صد هجوم لقوات النظام وحلفائها التي استغلت القصف الجوي والصاروخي الروسي، واستخدمته غطاءً للهجوم وتدمير 18 دبابة وعربة مدرعة لقوات النظام، مستخدمة صواريخ أميركية مضادة للدبابات من نوع "تاو" في ريف حماة الشمالي، إضافة إلى مقتل ضابط روسي وإصابة ثلاثة مسلحين روس، وبحسب مصادر عسكرية، فإن الهجوم استهدف عدداً من المدن والقرى مثل اللطامنة ولطمين والصياد وكفر زيتا وكفر نبوذة ومورك والهبيط وغيرها التي تعتبر من أهم حصون المعارضة المعتدلة والتي تنتمي إلى الجيش الحر، وبحسب مصادر عسكرية، فإن الهجوم استهدف عدداً من المدن والقرى مثل اللطامنة ولطمين والصياد وكفر زيتا وكفر نبوذة ومورك والهبيط وغيرها، التي تعتبر من أهم حصون المعارضة المعتدلة والتي تنتمي إلى الجيش الحر، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه لم يتم اتخاذ قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي في سوريا. هجوم بدعم روسي وفي التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتل من المعارضة: إن القوات الحكومية السورية وجماعات مسلحة متحالفة معها شنت هجوما على المعارضة المسلحة في سهل الغاب غرب سوريا، أمس الخميس، بدعم من ضربات جوية روسية. وتقدم مقاتلو المعارضة في المنطقة في يوليو، واستفادوا من مكاسب أصبحت تمثل تهديداً للمنطقة الساحلية المهمة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على غرب سوريا، ما حفز روسيا على التدخل لدعمه. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز: إن القوات البرية قصفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح-سطح، فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو. ويقع سهل الغاب بمحاذاة سلسلة جبال تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وكان تحالف لجماعات مقاتلة معارضة من بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، قد اقتحم المنطقة في أواخر يوليو فأجبر القوات الحكومية على التراجع. وقال أبو البراء الحموي، من جماعة أجناد الشام المقاتلة لرويترز: إن الطائرات الروسية بدأت القصف في وقت مبكر من فجر أمس الخميس. وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها الروس المنطقة، لكنه قال عبر خدمة رسائل على الإنترنت: إن هذا الهجوم هو الأشرس. وأضاف: "الطيران الروسي بدأ بقصف منذ فجر أمس. هناك محاولة تقدم للنظام لكن الأوضاع تحت سيطرتنا." صواريخ تاو وقتلت المعارضة خلال معركة ريف حماة الشمالي العشرات من جنود النظام وحلفائه الذين حاولوا التقدم من ثلاثة محاور على عدة قرى في ريف حماة الشمالي منها اللطامنة وكفرزيتا. وقال ملازم في قوات المعارضة: إن صواريخ "تاو" كان لها دور كبير في إيقاف تقدم آليات النظام وتدميرها بفعل القدرة التفجيرية العالية التي تسببها لدى إصابتها الآليات الثقيلة، إذ تصهر المعدن الذي يغلف تلك الآليات. وأوضح الملازم الملقب بقناص الدبابات، أن مدى قذيفة التاو يبلغ أربعة كيلومترات، ولها نسبة إصابة تكاد تكون محققة، لافتا إلى أن الدبابة التي يصيبها التاو تخرج عن الخدمة ولا يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها في المعارك مرة أخرى. قصف روسي وقال الناشط الإعلامي في ريف حماة مصطفى أبو عرب، إن ثلاثة مسلحين روس جرحوا، بحسب ما عممت المراصد العسكرية التابعة للمعارضة، وسقط كذلك قتلى وجرحى من جنود النظام ومن صفوف الثوار. وشن الطيران الروسي ثماني غارات على مدينة كفرزيتا، وعشر غارات على كل من اللطامنة وكفرنبودة بريف حماة الشمالي، مشيرا إلى أن الطيران الروسي يستخدم صواريخ حديثة شديدة الانفجار. أما القائد العسكري في جيش الفتح أبو فاتح، فأكد أنهم رصدوا مشادات كلامية عبر الأجهزة اللاسلكية بين جنرال روسي وضابط من قوات النظام بعد مقتل ضابط روسي قرب بلدة مورك وجرح ثلاثة جنود تم نقلهم إلى مطار حماة العسكري. وأضاف أبو فاتح أن الطيران الروسي لم يحدث أي فرق أثناء المعركة، وأنه لوحظ غياب التنسيق بين قوات النظام والطيران الروسي الذي استهدف المدنيين بدل مواقع الثوار أثناء المعركة. "لا حظر جويا" في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه لم يتم اتخاذ قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي في سوريا وذلك في أعقاب تقارير بأن وزير الخارجية جون كيري أثار احتمال إقامة مثل هذه المنطقة لحماية المدنيين. وكانت شبكة تلفزيون "سي.أن.أن" نقلت عن مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية قولهم، إن كيري أثار احتمال إقامة منطقة حظر جوي في سوريا على امتداد الحدود الشمالية مع حديث أولي عن إقامة منطقة أخرى قرب الحدود الجنوبية مع الأردن. وقالت "سي.أن.أن" إن الفكرة طرحت خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، الخميس الماضي، رغم اعتراض الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليها قائلاً: إن السبيل لحل أزمة سوريا هو إجراء انتقال سياسي يتنحى بموجبه الرئيس بشار الأسد عن السلطة. الأطلسي يندد وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس ب"تصعيد مقلق" للنشاط العسكري الروسي في سوريا. وقال ستولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع ال28 للحلف الأطلسي في بروكسل: "لاحظنا في سوريا تصعيداً مقلقاً للنشاطات العسكرية الروسية"، مضيفاً: "سنعمل على تقييم آخر التطورات وانعكاساتها على أمن الحلف". وأضاف: "هذا واضح نظراً للانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية". وقال: "شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ، وشهدنا عمليات اختراق للمجال الجوي التركي وكل ذلك يدعو بالطبع إلى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية". وأكد على وجود "حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا". ورداً على سؤال، عما إذا كان الحلف الأطلسي مستعداً لدرس إمكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال ستولتنبرغ: إن "الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا".