واصلت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة حملاتها الجوية المكثفة على مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في العديد من المدن والمحافظات. يأتي ذلك فيما أعلنت المقاومة الشعبية تحقيقها تقدما كبيرا في محافظة أبين، وذلك بفرضها سيطرتها على معسكر اللواء 15 التابع لفلول التمرد. فقد كثفت طائرات التحالف قصفها على مواقع ميليشيات الحوثي في عمران، مستهدفة معسكر اللواء 29 المعروف باسم "لواء العمالقة" في الجبل الأسود بمنطقة حرف سفيان أحد أهم معاقل المتمردين في شمال اليمن. وطالت غارات التحالف أيضا تجمعات الانقلابيين في منطقتي ساقين وحيدان في صعدة، كما استهدفت تجمعاتهم في لحج وحرض بمحافظة حجة. كما قصف طيران التحالف مواقع يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثيين وقوات صالح في محافظة مأرب شرقي اليمن. وقالت مصادر صحفية في محافظة مأرب إن طيران التحالف شن غارتين على تجمعات للحوثيين في منطقة المخدرة، التابعة لمديرية صرواح غربي مأرب. وكانت طائرات التحالف قد قصفت قاعدة الديلمي العسكرية في شمال العاصمة صنعاء، كما قصفت معسكر قوات الأمن الخاصة الموالي للحوثيين بمنطقة شبان في مدينة إب وسط اليمن. كما استهدفت الغارات أيضا معسكرا مواليا للحوثيين في محافظة أبين جنوبي اليمن، مما أسفر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للجماعة.غارات عنيفة وقال شهود عيان إن "قوات التحالف شنت غارتين جويتين استهدفتا مقر اللواء 15 التابع للجيش الموالي للحوثيين والرئيس صالح في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، مما أدى إلى احتراق وتدمير عدد من الآليات العسكرية فيه". وكانت المقاومة الشعبية في أبين قد أعلنت صباح أمس سيطرتها على معسكر اللواء 15، عقب قصفه بواسطة طائرات التحالف، وأنها تمكنت من احتجاز قائد اللواء وعدد من الضباط. كما استولت المقاومة الشعبية على معدات وآليات عسكرية، بينما تتواصل الاشتباكات في كل من مأرب وتعز وعدن، حيث قصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أحياء سكنية عدة في هذه المدن، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين. وتصاعدت حدة المواجهات في معظم المحافظات اليمنية التي تشهد قتالا منذ نحو ثلاثة أشهر. فقد هز انفجار بسيارة مفخخة محافظة البيضاء مستهدفا إدارة أمن المحافظة التي تتمركز فيها عناصر الميليشيات، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم. وفي العاصمة صنعاء، ذكرت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في تفجير سيارة مفخخة أخرى استهدف مسجد الروض قرب مستشفى الثورة، وسرعان ما تبنى تنظيم داعش هذه العملية. وفي باقي التطورات الميدانية، أعلنت المقاومة الشعبية في تعز مقتل تسعة من ميليشيات الحوثي وأربعة مدنيين خلال مواجهات الساعات الماضية، تعرضت خلالها أحياء المدينة إلى حملة قصف عشوائي من الانقلابيين. وفي مأرب، تواصلت المواجهات في جبهتي صرواح والجدعان، وأدت الاشتباكات إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف الطرفين. أما في تعز، فقد قتل 19 من ميليشيات الحوثي في المعارك الدائرة بمدينة تعز وسط اليمن، وأشارت مصادر المقاومة إلى أن 26 من عناصر التمرد أصيبوا في الاشتباكات، كما قتل أربعة من رجالها في مواجهات دارت في مناطق الأربعين وكلابة والجمهوري والشعب ومحيط جبل جرة. وأضافت أن قصفا عشوائيا شنته ميليشيات التمرد على أحياء الروضة والموشكي والإخوة وعصيفرة تسبب في مقتل مدني وإصابة 24. وعلى صعيد مأرب، فقد قتل نحو 60 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح خلال يومين من المواجهات العنيفة مع المقاومة الشعبية. وتشهد مواقع عديدة بمأرب وضواحيها مواجهات وصفت بأنها الأعنف، منذ تفجر الأحداث في المحافظة الغنية بالنفط. وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، قتل عشرات من مسلحي الحوثي وقوات المخلوع صالح في انفجار سيارة ملغمة أمام مبنى مديرية أمن المدينة. وسمع دوي انفجار عنيف مصحوب بإطلاق نار، كما تصاعد الدخان في سماء المدينة، ولم يستبعد شهود عيان وقوع ضحايا من المدنيين. وفي محافظة إب وسط البلاد، أفادت مصادر صحفية أن عبوة ناسفة انفجرت وسط المدينة صباح أمس، وقالت المصادر إن العبوة الناسفة استهدفت دورية أمنية تابعة للجيش اليمني بجولة العدين، مضيفة أنه من المرجح سقوط قتلى وجرحى من الجنود الموجودين في مكان الانفجار. من جهة أخرى، قالت المصادر نفسها إن مقاتلي المقاومة الشعبية بمديرية المخادر التابعة لمحافظة إب نصبوا كمينا صباح أمس لعربة عسكرية تابعة للحوثيين في مفرق حبيش بمحافظة إب. وقالت المصادر إن العربة العسكرية كانت تحمل العديد من مسلحي الحوثيين وهم في طريقهم إلى محافظة تعز، مضيفة أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين، بالإضافة إلى تدمير العربة العسكرية بالكامل.