اليوم هو ثالث أيام عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، يأتي هذا العيد ونحن في خير وفي نعمة وفي أمن وأمان ولسان حالنا يلهج بالدعاء لولاة امورنا وندعو لهم من قلب صادق بان يحفظهم الله من كل مكروه ويعينهم على ما هم عليه من عمل دؤوب لخدمة المواطنين ورفعة هذا الوطن، ثم إننا ندعو المولى عز وجل ان يحفظ ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام ويعيدهم الى ديارهم سالمين غانمين بعد ان من الله عليهم بأداء الحج، وان يتغمد برحمته من استُشهد وهو يؤدي الفريضة وان يحفظ جنودنا البواسل حماة الوطن والعقيدة الذين يقاتلون في جنوب البلاد وينصرهم على عدوهم. وبالرغم من ان حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين والى اصغر شبل في الكشافة السعودية يتشرفون بالعمل ليل نهار لخدمة الحجيج إلا انه ما زالت بعض الأبواق المأجورة تَتَقوَّلُ علينا وتُشككُ بقدرتنا على خدمة المشاعر المقدسة وعلى خدمة الحجيج، تباً لهم، ألا يعلمون ان الحق أبلج والباطل لجلج؟ نعذرهم لو كانوا صادقين لكن الحقيقة هي ان حكومتنا ومنذ قيام الدولة السعودية والحج والعمرة هما من اولى اولويات قادة هذه البلاد، ولا أرى أي مبررٍ لهذا القول الآن - حتى لو حصل حادث او حادثان - إلا الحقد الاعمى الدفين في صدور هؤلاء المغرضين، لأنه لا يمكن لأي عاقل ان ينكر هذه الجهود التي تقوم بها حكومتنا وهي جهود تُنقلُ بالصوت وبالصورة مباشرة من المشاعر المقدسة، ويراها الملايين في بيوتهم في جميع انحاء المعمورة ويراها كل حاج ومعتمر على الطبيعة، اما الأخطاء التي تقع فإنها واردة وتحدث في كل مكان على الأرض، إذن فلماذا تقوم بعض المحطات (راديو سوا) بطرح استفتاء والمطالبة بالمشاركة بالرأي حول اذا ما كانت السعودية مقصرة في إدارة الحج!! ما الغرض من هذا الاستفتاء ولِم هذا الإرجاف حتى قبل وقوع حادثة التدافع في مشعر منى؟ راديو "سوا" الذي يتبعُ لمكتب الإذاعات الدولية الإمريكية ويتم تمويله من قبل الكونغرس الأمريكي والذي يتشدق بالقول انه يلتزم بالمعايير الصحافية الدقيقة "وأُشدد على كلمة "الدقيقة" وسوقِ الأفكار الحرة واحترام ذكاء المستمعين وثقافاتهم، اقول: كيف له أن يسمح بأن ينشر هكذا هراء على موقع "راديو سوا" على الإنترنت!! اين المعايير الدقيقة التي يتحدثون عنها وهل هذا الاستفتاء يدل على احترام ذكاء المستمعين؟ أتعجبُ من الذين يُسوِّقون للناس هذه الأكاذيب؟ هل يعتقدون ان الناس أغبياء لهذه الدرجة والناس الآن في عصر الاتصالات تسمع وترى!! شخصياً لا اعتقد ان الكونغرس او دافعي الضرائب من المواطنين الأمريكيين يعلمون ان بعض من يعمل في هذا الراديو لديهم أجندة خفية ضد وطننا، وقد تكون نواياهم خبيثة يريدون ان يفسدوا الود بيننا وبين أصدقائنا لكن مهما دندن المُغرضُون فان منجزاتنا تتكلم عن نفسها ولكن من حقي ان أسألهم واتحداهم ان يجدوا لسؤالي إجابة: من يستطيع ان يقوم وينفق على المشاعر المقدسة وعلى خدمة الحجاج والمعتمرين مثل ما تقوم وتنفق حكومتنا الرشيدة؟؟ لن يجدوا لسؤالي اجابة وازيدكم من الشعر بيتا واقول: ألا يكفي ان تكون جميع وزارات الدولة بمسئوليها جنداً مجندين مستنفرين طيلة ايام الحج وما ان ينقضي الحج إلا وتبدأ الاستعدادات للحج القادم. ان الحوادث تحدث في كل مكان فكيف اذا كان الملايين من البشر في مكان واحد وفي وقت واحد!! ما حصل في حج هذا العام في حادثة الرافعة وحادثة التدافع الذي حصل في مشعر منى وأودى بحياة المئات لمؤسف حقاً لكن رُب ضارة نافعة، فلقد اصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امره الملكي الكريم للجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج وكذلك امر ولي العهد بتشكيل لجنة تحقيق فيما حدث. فلهذا يجب ألا نستعجل الأمور وألا نضع أنفسنا في خانة المقصرين لان الإنجازات أكثر من أن تذكر في كتب وليس في مقال ولكن يبقى ان نقول: لو قُدر لنا ان نضع لهم الشمس في يد والقمر في اليد الأخرى، فإننا لن نسلم من حقد الحاقدين وكلام المرجفين من امثال من يديرون "راديو سوا" ومن هم على شاكلتهم. حج مبرور وسعي مشكور لكل من حج وعيدكم مبارك.