هي برقية صغيرة من أميرنا الحبيب سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية يقول فيها إنه يقبل سعيدا الرئاسة الفخرية لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية ورئاسة الجائزة المعدة لأعمال التطوع الإبداعي التي ستظهر تابعا. برقية صغيرة، الذي حدث بعدها هو الكبير. والذي حدث عزز إيماني ومعرفتي التجريبية بما أودعه الله بضمير هذا الكون من قوانين الفيزياء التي لم نفهمها حتى الآن فهما شاملا، وكأن الفيزياء صندوق العجائب الكوني لا يفتح غطاء أسراره إلا قليلا فنعرف شيئاً وتخفى أشياءٌ. تعرفون تلك النظرية التي تقول عندما يرف جناحا فراشة بالبرازيل يمكنها أن تحدث إعصارا في الكاريبي. يسميه العلماء نظرية الفوضى "Chaos theory" وهذه النظرية لا تعني الفوضى كما نعرفها في لغتنا المحكية، بل تعني علميا أننا لا نستطيع أن نتوقع رصد بداية شيء لنهاية نتائجه، أو ما نتوقعه يأتي مخالفا في حقيقة الواقع الذي بدأ من "نقطة ما". التسونامي العظمى تبدأ من مويجة تحت سطح البحر ثم تتعملق موجات ماردة كاسحة. وهذه النظرية لا تعني أن النتائج مهدِّدة دوماً بل تعني أن شيئا صغيرا قد يحدث شيئا كبيرا فوق المتوقع.. وأوضح ما يكون بالأرصاد فكثيرا ما يكون الواقع مفاجئا للتوقعات. برقية أميرنا الحبيب، كانت كرفَة الفراشة، واخترت رفة الفراشة لجمال وقعها على التقبل الحسي، ولجمال تبعاتها.. فهي تحدث أيضا رياحا ماطرة تجلب الخير والنماء. ما حدث بعد البرقية مباشرة أكّد لي تعاظم الأشياء من "نقطة ما". كان وقع البرقية وموافقة الأمير إثارة حماسية للشباب في الجمعية، ووضحت حماستهم واضحا بمؤتمر في البحرين أقامه الاتحاد العربي للتطوع بضيافة وإشراف جمعية الكلمة الطيبة بالبحرين، وبرز بشكل واضح وجلي العقلية الفذة والقدرة الخطابية لشبابنا بتفسير الأعمال في صباحية العمل الافتتاحي، حتى أن مندوبي الأممالمتحدة للتطوع الدولي، جاؤوا يهنئون على الأداء المذهل "صفة قالتها بالحرف روز ماري رئيسة الوفد"، ثم طلبوا أن تشارك الجمعية بإعداد الخطة التي ستكون بساطا توضع عليه دراسات احتياجات العمل التطوعي لكل بلد عربي على حدة. كان هناك بعض اللبس التفسيري في اجتماع للجمعية العمومية لللاتحاد العربي التطوعي وكان الاقتراح الجماعي أن تكون الرئاسة من نصيب الجمعية.. وهذا ما لم نكن نتوقعه، ولم نقبل في البداية الخوض في نقاش حول خلاف تفسيري، وكان رأي الجمعية الابتعاد عن الاختلاف، ولمّا تتوحد الآراء ستقبل الجمعية إن رُشحت مرة أخرى للرئاسة.. ليس هذا فقط وهنا نتائج أيضا فاقت التوقع، حين اختارت إدارة العمل التطوعي بالأممالمتحدة أن تكون جمعيتنا - الآن على الأقل - شريكة محورية حول الخطط التي ستوضع للعمل العربي التطوعي التي ستُراعى فيها خصوصيات كل مجتمع. لما تتحقق هذه الأشياء فعلا سنذهب لرئيسنا الفخري سمو الأمير سعود بن نايف، ومعنا برقيته، التي كانت خفقة الجناح لإعصار من الحماسة الشبابية أخذتهم لمراتب متفوقة.. ونسأل موافقته. هذا حال الأمير مع جمعية، ولكن الأمير سعود يقود حراكا كبيرا بمنطقة كبرى، وبها من التعقيدات الكثيرة مع ظروف لا يمكن أن نقول إنها مواتية.. تركيبة الأمير سعود العقلية وربط النمو كمصير بالنسبة له وليس فقط كخطط على الأرض تناسب الأوضاع التي تحتاج ترتيبا تناسقيا ومعرفة وتحديد الألولويات. فنحن بحاجة بهذه المنطقة لمن يفكر بها ومن أجلها بالإيمان بنقطة البداية. وعندما أقول إننا بحاجة ليس لأن الأمير لم يدر بخلده كل هذا.. ولكن ليطمئن قلبي. وعيدكم مبارك. اشارة كان وقع البرقية وموافقة الأمير إثارة حماسية للشباب في الجمعية، ووضحت حماستهم واضحا بمؤتمر في البحرين