كشف خبراء سيارات أن ارتفاع أسعار السيارات طراز 2015 إلى أكثر من 25% عن السنة الماضية انعكس سلبا على سوق السيارات المستخدمة المحلية والمستوردة، حيث أدى إلى رفع معدل الطلب عليها مؤخرا من قبل المستهلكين، واستغلال أصحاب المعارض لهذا الأمر، مؤكدين انه سيتم خلق سوق جديدة للبيع بالأقساط ستحمل المستهلك ديونا إضافية. وقال رئيس لجنة السيارات بغرفة الشرقية هاني العفالق: توجد عوامل عديدة سببت الارتفاع في أسعار السيارات المستخدمة سواء المحلية أو المستوردة، منها نظام تحديد عمر السيارات المستوردة إلى خمس سنوات، والصادر من قبل مصلحة الجمارك السعودية، إضافة إلى ارتفاع الأسعار الذي حصل مؤخرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصا في السيارات التي عليها طلب كبير من قبل المستهلك المحلي، ومنها العائلية الكبيرة مثل اليوكن والتاهو بحكم انخفاض سعر الوقود في أمريكا جراء الهبوط في تكاليف النفط الخام، والذي أدى إلى تمسك الملاك بها. وعن المبالغة في سعر السيارات ذات الطراز القديم، أوضح العفالق أنه لا يوجد ارتفاع كما يذكر، ولكن وضع السوق المحلي بشكل عام يعيش حالة من الركود في عمليات التداول، وكل ما هو موجود في السوق عبارة عن سيارات محلية وليست مستوردة، مثل السيارات الأمريكية والتي لا تمثل نسبة كبيرة في السوق وأصبحت لا تغطي الحاجة الفعلية. وأكد عدد من المستثمرين بقطاع السيارات المستخدمة أن أسعار السيارات المستخدمة زادت بمقدار 10 % نتيجة نمو الطلب عليها في ظل ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، إضافة إلى عدم توفر كميات كبيرة منها تغطي الطلب المرتفع في السوق، مشيرين إلى أن موديلات 2015 زادت أسعارها إلى أكثر من 25% خصوصا السيارات الأمريكية العائلية التي بلغت 180 ألف ريال، بعد أن كانت تباع في عام 2014 ب 135 ألف ريال، وهذا بلا شك لا يتناسب مع دخل المواطن، مبينين أنه مع كل تصميم جديد كان السعر يزيد بمقدار 10% فقط. وبين تجار سيارات من الولاياتالمتحدة أن السبب الرئيسي لارتفاع السيارات الأمريكية الجديدة إلى 30% هو تحسن الحالة الاقتصادية العالمية، وكذلك بعض الشركات المصنعة تحاول أن تعوض خسائرها التي تعرضت لها بسبب الأزمة المالية العالمية، وتكاليف الصيانة جراء إعادة السيارات التي ظهرت بها عيوب مصنعية بعد الإنتاج، منوهين إلى أنه خلال الفترة القادمة سيكون المعروض من السيارات المستخدمة في الأسواق المحلية والخارجية قليلا جدا لعدم تناسب أسعار السيارات الجديدة مع دخل المستهلكين. من جهة أخرى، قال خبراء اقتصاديون إن المملكة تعتبر من أكبر البلدان المستوردة للسيارات، حيث يوجد فيها أكثر من 15 مليون سيارة، ويتجاوز فيها الاستيراد أكثر من مليون سيارة سنويا، ونظرا لعدم مناسبة أسعارها مع القدرة الشرائية للمواطنين، فإن ذلك انعكس سلبا على سوق السيارات المستخدمة، حيث رفع أسعارها نتيجة ارتفاع الطلب عليها واستغلال أصحاب المعارض لهذا الطلب، وكذلك خلق سوقا للأقساط ستحمل دخل المستهلك ديونا ضخمة، وهذه بلا شك بوابة جديدة للمستفيدين من هذه الأقساط التي تدر أرباحا عليهم تتجاوز ال 50%، لذلك يجب على كل من يرغب بشراء سيارة أن يتمسك بما يملكه حاليا، حتى يشكل عامل ضغط على الشركات والمصانع المصدرة لإعادة النظر في تسعيرة السيارات الجديدة.