عمدة أوساكا تورو هاشيموتو في طريقه لإحداث انقسام جديد في حزب التجديد اليابانيJapan Innovation Party فهو يخطط لتحويل حزبه الاقليمي الى حزب قومي ربما يتم الاعلان عنه في اواخر شهر اكتوبر القادم. اكثر من عشرة مشرعين من حزب التجديد بينهم زعيم الحزب بوريهسا ما تسونو عبروا مبدئيا عن استعدادهم للانضمام الى هاشيموتو الذي شغل منصب كبير مستشاري الحزب قبل ان ينسحب منه في اغسطس الماضي ويكشف عن خطة لتأسيس حزب سياسي قومي معارض يرتكز على مبادئ اشين نو كاي (تجمع اوساكا الاصلاحي) الذي يرأسه حاليا. انشقاق حزب التجديد يكرس ظاهرة الانشطار والاندماج التي اتسمت بها الاحزاب السياسية اليابانية التي تغير تحالفاتها بشكل مستمر للبقاء في السلطة او العودة إليها. فالسلطة السياسية في اليابان يمارسها رئيس الوزراء واعضاء منتخبون في الدايت. ويعتبر الامبراطور رمز الدولة ورمز وحدة اليابان ويظهر في المناسبات التشريفية ولا يمارس اي سلطات. هاشيموتو الذي اعلن انه يريد ان يعتزل السياسية بنهاية فترة ولايته كعمدة في 18 ديسمبر، قال "إن الاحزاب السياسية تنقسم ويعاد تكوينها بشكل مستمر. سأحاول بعد تمهيد الطريق لتكوين حزب قومي مستفيدا من اوساكا ايشين نوكاي كقاعدة انطلاق ان اسلم المجموعة السياسية لحاكم اوساكا وبعض اعضاء حزب ايشين الاقليمي في اوساكا"، وقال إنه "يرغب في استقطاب سياسيين يترشحون باسم الحزب في اقاليم البلاد المختلفة". لا أحد يتوقع ان يحقق حزب هاشيموتو عددا كبيرا من مقاعد البرلمان الياباني (الدايت) الذي تحتل مقاعده اكبر ثلاثة احزاب سياسية بينها الحزب الشيوعي الياباني. فالحزب الديمقراطي الليبرالي الذي أنشئ في خمسينات القرن الماضي يهيمن على المسرح السياسي في اليابان لأكثر من اربعين عاما، وبالرغم من اسمه الا ان قاعدته ظلت محافظة تتراوح بين انصار الحقوق الامبراطورية الى مجموعات الاعمال الكبيرة ورجال الاعمال الذين يحرص على خدمة مصالحهم. في عام 1993 فشل الحزب في تحقيق اغلبية برلمانية وصعد تحالف من عدة احزاب بقيادة موريهيرو الى دفة القيادة، لكنه عاد الى السلطة في يونيو 1994 بعد اقامة تحالف غير متوقع مع حزب يسار الوسط الحزب الاشتراكي الياباني، ثم استعاد عام 1996 منصب رئيس الوزراء. وفي ذلك العام ظهر الحزب الديمقراطي الاشتراكي واصبح اكبر احزاب المعارضة بعد حل حزب الجبهة الجديدة وانضمام ثلاثة احزاب صغيرة الى صفوفه. في اليابان اكثر من سبعة احزاب. الحزب الرابع في الساحة السياسية اليابانية هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي حزب الاشتراكيين السابق، وقد ظل المعارض الاول للحزب الليبرالي الديمقراطي لعدة عقود لكنهم تحالفوا معه عام 1994، ومع الزمن فقدوا شعبيتهم وسط النقابات ومعظم مقاعدهم في غرفتي البرلمان. الحزب الليبرالي شكَّله منشقون عن حزب الجبهة الجديدة عام 1997 وهو يحتل حاليا 12 مقعدا في مجلس الشيوخ و40 في مجلس النواب. يقوده السياسي المفوه رجل الاصلاح يشيرو اوزاوا الذي رفع شعار تحول اليابان الى "امة طبيعية" كغيرها من الامم، تقلص فيها سيطرة الحكومة وتزيد من مساهمتها في الشؤون الدولية. كتابه "برنامج عمل ليابان جديد "Blueprint for a New Japan" الذي صدر عام 1993 أثار نقاشا واسعا وسط اليابانيين. الحزب الشيوعي احد اقدم الاحزاب في اليابان. أنشئ عام 1922 كحزب سري وظل مهمشا في السياسة اليابانية الى وقت قريب لاتخاذه مواقف لم تحظ بقبول اليابانيين في عدد من القضايا كمعارضته للحلف الامريكي الياباني. ومع ذلك حصد 49 مقعدا في غرفتي البرلمان في انتخابات عام 1998. ويقول المحللون إن ذلك لا يدل على ان اليابانيين يفضلون اسلوبه ولكن لتميز الشيوعيين بالتنظيم والتخطيط لسياساتهم.