الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الركن الوحيد الذي يستوجب الاستطاعة، وهي توافر القدرة الجسدية والمادية على أداء مناسك الحج قال تعالى: {ولله على الناس حِج البيت مَن استطاع إليه سبيلاً} الآية. إن المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن "طيب الله ثراه"، ومن بعده أبناؤه جميعا لم يتوانوا في خدمة ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم. وإزاله كل العقبات وتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية، لجعل الأماكن المقدسة أكثر راحة وأمنا لأداء شعائر ومناسك الحج. وكذلك تطوير المرافق وتوسعة الطرق والمنشآت الخدمية لاستيعاب أعداد الحجاج المتزايدة كل عام، من قبل بداية موسم الحج إلى ما بعد انتهائه وعودة جميع ضيوف الرحمن إلى بلادهم ومدنهم وقراهم سالمين غانمين بفوز ورضا الرحمن الرحيم. لقد أصبح أداء فريضة الحج في يومنا الحاضر سهلا وميسرا "ولله الحمد والشكر"، حتى لأولئك الذين لا يملكون دفع نفقات أداء مناسك الحج. فهناك الكثير الكثير من الجمعيات الخيرية التي تتكفل بدفع نفقات الحاج كاملة من مواصلات من وإلى المشاعر المقدسة وتوفير المسكن والمطعم. ولا ننسى أيضاً الدور الكبير الذي يقدمه رجال الأعمال وفاعلو الخير الذين يعملون جاهدين كي لا تعلم شمالهم ما تنفق يمينهم، وذلك بتخصيص مبالغ من زكاتهم وصدقاتهم سنوياً لصالح المواطنين والمقيمين غير القادرين على تحمل نفقات وتكاليف أداء فريضة الحج. ومع هذا نرى كثيرا من الأشخاص لم يؤدوا فريضة الحج، إما لعدم وضع الركن الخامس في قائمة أولوياتهم أو تكون الالتزامات المالية والديون المعضلة الرئيسية أو عدم القدرة على الادخار طوال العام لجمع نفقات الحج. عزيزي الراغب في أداء فريضة الحج، يا من لم تتح لك الفرصة لأداء الركن الخامس. اغتنم شبابك وقوة جسدك لأداء مناسكها، ولا تتكاسل في تسويفها، فاليوم أنت تقرأ ما أكتب وغداً الله وحده علام الغيوب، اعقد العزم وتوكل على الحي القيوم، حجا مبرور وسعيا مشكورا.