كالعادة.. تتكرر ظاهرة غياب الطلاب في مختلف المراحل التعليمية قبل جميع الاجازات بدون سبب واضح. وتعد هذه الظاهرة من الظواهر المحيرة التي شغلت بال مسئولي التربية والتعليم في محاولة لفك ألغازها لكن دون جدوى، وخلال هذا الاسبوع بلغت نسبة الغياب في مدارس الشرقية 15 % وأغلب حالات الغياب كانت في مدارس الأولاد حيث بدأ الغياب منذ يوم الأحد الماضي. وأكد المتحدث الإعلامي لتعليم الشرقية سعيد الباحص على عمل خطط وقائية وعلاجية للحد من الغياب الجماعي وأبان بأن هناك تضافرا للجهود، حيث هناك خطة عمل يومية ينفذها المعلمون والمعلمات للتدريس وفق الجدول المحدد حتى آخر يوم من الدراسة. وقال هناك آلية تطبق في عملية الغياب حيث إنه يحسم على الطالب الغائب عن المدرسة بدون عذر مقبول نصف درجة عن كل يوم دراسي خلال الفصل الدراسي، وتتولى إدارة المدرسة تنفيذ حسم درجات المواظبة في حالة غياب أو تأخر الطالب وبعد التأكد أن الغياب بدون عذر يبلغ ولي أمر الطالب عن الغياب هاتفيا وكتابيا، ويفعل في ذلك جوال المدرسة من خلال الرسائل النصية وتوثيق ذلك في سجلات خاصة واتخاذ الإجراءات الإرشادية والتربوية المستمرة لعلاج وضعه. وذكر المتحدث الإعلامي أن نسبة الغياب خلال الأيام التي سبقت إجازة عيد الأضحى المبارك في مدارس المنطقة الشرقية بلغت قرابة 15 %. ويشير "محمد العلي" ولي أمر الى أن ظاهرة الغياب لها نتائج وخيمة على الطالب وتكمن خطورتها في أنها تولد التمرد على النظم واللوائح المدرسية، كذلك تساعد في أن يتخرج الطالب فاقد الاحساس بأهمية الحرص على الدوام ومن ثم ينعكس ذلك عندما يتولي مهامه الوظيفية في الدولة فالانتظام في الدوام المدرسي يولد الجدية وحب العمل والجلد، والانتماء والولاء الشديد للمؤسسة وللأسرة وللمدرسة وللوطن وللبيئة المحيطة، ويولد عشق النظام واحترام السلطة والطاعة الواعية والالتزام بالقيم والأخلاقيات ولا شك أن هذه الظاهرة لها أسبابها العديدة، ومن المؤكد أن سلبية أولياء الأمور سبب جوهري وراء تفشي هذه الظاهرة والمضحك المبكي ان ادارات المدارس هي من تقوم بصرف الطلاب الذين يحضرون للمدرسة ولا تعطي حصصاً مدرسية وكأنها تعاقب الحاضر من الطلاب. وترى "ام شهد" ان اللوم يقع على الإدارة المدرسية لعدم وجود اهتمام حقيقي من جانب بعض الإدارات المدرسية بمتابعة مواظبة الطلاب على الدوام المدرسي، ولا شك أن تراخي بعض المدارس مع الطلبة الذين يتغيبون قبل العطلات الرسمية وبعدها من الأسباب التى تشجعهم على تكرار مثل هذا الغياب، حيث إن بعض الإدارات المدرسية قد تكون من عناصر تشجيع الطلبة على عدم الحضور وخصوصا مدارس البنين فبعض المدارس تعتبر غير جادة في عملها قبل الإجازات الرسمية مما يدفع بالكثير من الطلبة الى الغياب إلا أنه بالمقابل نجد إدارات تبتكر أساليب جاذبة لحضور الطلبة قبل الإجازات كعمل جدول يتضمن على اختبارات قصيرة، أو تكثيف الأنشطة المدرسية المشوقة ضمانا لعدم غيابهم إلا أنه وعلى الرغم من التفاوت الواضح في حرص الإدارات على مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي قبل وبعد العطل الرسمية نجد أن ما تبنيه إدارة مدرسية تهدمه إدارة مدرسية أخرى قريبة من حيث المسافة لهذه المدرسة. وتشير "انصاف اليوسف" الى افتقار البيئة المدرسية للأنشطة والفعاليات المشوقة مما يؤدي لعزوف وتثاقل الطلاب عن الحضور للمدرسة قبل العطل والإجازات الرسمية ويجب أن تكون المدرسة غنية بالأنشطة والفعاليات والمهارات الحياتية ويجب على كل الإدارات المدرسية أن تعمل باستمرار على استثارة دافعيات الطلبة وشوقهم وحبهم للتعلم، فالمدرسة ليست مجرد معلومات تنقل للتلاميذ بل هي خبرات محببة لنموهم لذا لو تعمدت الإدارات المدرسية على جعل الأيام التى تسبق العطل الرسمية وتليها مليئة بالأنشطة والفعاليات المحببة للطلبة لما كان هناك غياب وانتشار للظاهرة.