وهل تحتاج الشمس حين تسطع نهاراً وتنير بأشعتها الأرجاء إلى دليل؟!، إن المملكة العربية السعودية حين منّ الله عليها بالخيرات الباطنة والظاهرة وبعد شكرها للمنعم سبحانه كانت ولا تزال تقدم كل ما تستطيع من معونات ومساعدات لجميع المنكوبين والمتضررين والمحتاجين في كل أرجاء العالم عبر الإعانات العينية والمادية وذلك عن طريق الدولة وفقها الله وكذلك عن طريق المؤسسات الخيرية والإغاثية، هذه المساعدات التي لا تجد بقعة في العالم إلا وقد وصلتها فأينعت ثمارها وفاح أريجها بفضل الله. إن جهود وطني في هذا الجانب تذكر فتشكر وأكثر من أن تعد أو تحصى، وإن كانت تلك المساعدات وتلك الأيادي الباذلة للخير تشمل كل متضرر أو منكوب في أرجاء العالم من منطلق إنساني سار على نهجه قادة بلادنا المباركة وحكومتها الرشيدة وشعبها الوفي منذ عهد المؤسس- طيب الله ثراه- إلى عهدنا الحاضر فكيف حين يكون المتضرر أو المحتاج هو أخا لنا في الدين والعروبة والأخوة والجوار؟. إن مواقف المملكة حكومة وشعباً يشهد لها القاصي والداني وأكبر من أن تغطى أو تحجب بغربال والمملكة في مقدمة الدول المانحة والداعمة لكل الشعوب المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعية والمجاعات والأمراض عبر تاريخ وحاضر خيري يشار إليه بالبنان ويعرف أثره وفضله المنصفون ذلك التاريخ والحاضر الخيري والإغاثي الذي أنفقت فيه المملكة وشعبها مئات المليارات لكل محتاج ومصاب ومنكوب. وتأتي الفاجعة السورية لتثبت المملكة عبر مواقفها الثابتة وسياستها الواضحة أن الشعب السوري إخوة وأشقاء لنا وليسوا لاجئين كما تضمنه تصريح المصدر المسئول من وزارة الخارجية رداً على الاتهامات المضللة والخاطئة التي تم ترويجها عبر وسائل إعلامية مغرضة، وأن السعودية– كما يقول البيان- لم تكن ترغب في الحديث عن جهودها في دعم الأشقاء السوريين في محنتهم الطاحنة، لأنها تعاملت مع هذا الموضوع منذ بداية الأزمة من منطلقات دينية وإنسانية وليس لغرض التباهي والاستعراض الإعلامي. ويشير التصريح بلفتة غاية في الإنسانية والتقدير والمواساة والمراعاة إلى أن المملكة منذ اندلاع الأزمة في سوريا استقبلت ما يقارب مليونين ونصف المليون مواطن سوري حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين أو تضعهم في معسكرات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم بل منحتهم حرية الحركة التامة ومنحت من أراد البقاء منهم الإقامة النظامية وما يترتب على ذلك من رعاية صحية مجانية وانخراط في سوق العمل والتعليم، ولم يقتصر دور المملكة على هؤلاء الأشقاء القادمين إلى أرضها بل شملت المساعدات والجهود دعم ورعاية الملايين من اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لوطنهم في كل من الأردن ولبنان وغيرها من الدول فبلغت المساعدات التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين ما يقارب ال 700 مليون دولار شاملة المساعدات الحكومية وكذلك الحملة الشعبية الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا، هذه المساعدات التي اشتملت على تقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية والتعليمية. وبعد.. فإننا لنفخر أشد الفخر ونسعد ونعتز بهذا الدور الريادي لوطننا الغالي تجاه أشقائنا السوريين وغيرهم من خلال هذه المواقف الناصعة والأيادي الكريمة التي لم تتوقف يوماً خدمة وواجباً نراه ونستشعره من الناحية الدينية والقيمية الأخلاقية والإنسانية هذه المواقف التي لا تقبل المزايدة أو التشكيك والتضليل. والخير وبذله متجذر في نفوسنا وأرواحنا كسعوديين.. فلقد استوقفني مذيع إحدى القنوات الفضائية الإخبارية وهو ينقل مأساة اللاجئين السوريين في إحدى الدول الأوروبية ليذكر في تقريره أن عددا من الطلاب السعوديين المبتعثين أوقفوا دراستهم ليتطوعوا مساعدة وخدمة لإخوانهم وأشقائهم السوريين. هنا يتوقف القلم لتنثال المشاعر وتتشظى الأحاسيس فأي حروف يمكن لها أن تصف هذا الموقف المشرف العظيم من أبنائنا السعوديين المبتعثين الرائعين تجاه أشقائهم السوريين؟