إن البعد عن الدين له دور مؤثر في تغير النفوس، وتفرق البعض ضد الاخرين، واننا بحاجة الى وقفة جادة قبل ان يتفكك المجتمع اكثر وتنهار علاقاتنا وتتوقف عواطفنا، ففي السابق كان الناس يتبادلون الزيارات بينهم والبحث عن التجمعات، واخذ النصيحة سواء اقرباء او اصدقاء او جيران ولكن اليوم اضمحل ذلك شيئا فشيئا، وبقيت ذكرى الزمن الماضي تتداول كحكايات، متطلعين لعودة ذلك الزمان، فليس هناك تواصل الا في حدود المناسبات، واصبح البعض يبحث عن مصالحه الشخصية دون ان يفكر بغيره، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وما اقساها من لحظة عندما نلتمس البعد والجفوة والقسوة ومن فتور العلاقات وتباعد القلوب والقطيعة والحقد والانانية وانعدام الثقة والاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر الى المصلحة العامة. لذا ذكرى الزمن الماضي تبقى خالدة في اذهان المقدرين لها، والعلاقات اندثرت بسبب البشر وقد تكون بسبب اعباء وهموم نفسية واجتماعية ومعيشية قاسية ارهقته وابعدته عن صفاته ومبادئه وقيمه النبيلة، على ان علاقات اليوم اتسمت بالعلاقة المؤقتة، وعلاقة مادية، فاصبح البعض لا يتحمل الآخر بل ولا يثق به، بينما تبقى النخوة والطيبة والشهامة والكرم وحب الخير ومساعدة الاخرين هي المحك في توطيد العلاقات مع الاخرين، وبدونها ستترك مستقبلا آثارا سيئة. فلنكن كالبنيان المرصوص لننهض بأعباء وضغوط الحياة بل ونسعد بتعايش سلمي واحترام متبادل وحياة كريمة هانئة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.