كثيراً اسأل نفسي هل الزمن تغير ام النفوس تغيرت ام قلوبهم ايضا تغيرت. نعم تغيرت نفوس الناس، وأصبح الكل يبحث عن مصالحه الشخصية دون أن يفكر بغيره، ، لكن المتأمل لحالنا يجد أن الزمن بريء من التغير براءة تامة ، فحين نعود إلى الوراء نجد أنه عندما نجتمع بالأحبة سابقاً، نجد الأُنس بقربهم، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، فتفترق الأجساد وتبقى القلوب مجتمعة والأرواح تغذي شوقها بلقاء كل جديد مشرق، أما اليوم نلتمس البُعد والجفوة والقسوة، فتبدأ الأفكار تأخذ مأخذها في التفكير في السالب والموجب، وتفتح مكامن الوجدان لتمحو ما كان بها من حُب وود، كما أن العواطف مشحونة بالحقد، والأخلاق ضيقة النطاق قابلة للانفجار في أي لحظة، والعلاقات مادية، والتعاملات قاسية غير رقيقة، والآراء إن اختلفت أفسدت معاني الود التي بيننا، ناهيك عن شريان جديد ينبض في المجتمع مما سبب فتور العلاقات وتباعد القلوب والقطيعة والأنانية، وكذلك انعدام الثقة والاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة. فسبحان الله اصبحنا في تحول واختلاف جوهري أثر على سلوك وثقافة المجتمع، فأصبحنا في مجتمع حسّاس كلُ يفسر الكلام على هواه والكل يخشى من حدوث مشكلة نتيجة كلمة قد تُفسّر بشكل خاطئ وينتج عن ذلك الأخطاء الفادحة فيبدأ التشكيك في نيات وخفايا القلوب , ورمي التهم على الآخرين جزافا , وأن ما فعلوه أو قالوه هو عن قصد وسوء نية , وأنه تدبير إبليسي بزعم أننا نعلم ما في النيات والقلوب , وهذا أمر خطير جدا قد يصدر من البعض منا. وقد حذر منه عليه الصلاة والسلام فقد قال لأسامة بن زيد « أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.» وكذلك تأثير الضغوطات الاجتماعية على أوضاع المجتمع، مثل عدم الوعي بالحقوق والواجبات، إلى جانب تقديم الواسطة على حساب الكفاءة والاستخدام الخاطئ للحرية، ولا أنسى أن البعد عن الدين له دور مؤثر في تغيّر النفوس، واحتقان البعض ضد الآخرين. وأنا لست بطبيب نفساني ولكن اقول دعونا نتلمس الجرح ونناقش الأسباب لنشخص الداء ومن ثم نصف الدواء وحتى لا نقول زمن انتهى فيه الحب والاخلاص ونفوس تسرق الفرحة من شفاه الأخرى. إذا هذا الزمن فيه الكثير من ألم القلوب ومعاناة الضمائر, وقد لا نقدرها حق قدرها حتى تقع بيننا أو من حولنا. ثم نحن بعد ذلك نعيش في دوامتها بخيرها وشرها. ولكن للأسف إذا وقعت تركت جرحا غائرا في القلب قد يلتئم , ولكن سيبقى أثره درسا لنا في الحياة، فهل صححنا المفاهيم الخاطئة. عبدالرحمن منشى-رابغ