يعيش العالم الغربي قلقاً حيال ما سيئول إليه اقتصادهم في ظل انهيار أسعار النفط، مما ذكرنا بوجل العالم العربي قبل سنتين من اضطراب جيوسياسي بعد إعلان أوباما عزم بلاده التدخل عسكرياً ردعاً لنظام دمشق بسبب استخدامه السلاح الكيميائي ضد شعبه؛ لتقف روسيا وكعادتها حائلاً بين ذلك إضافة لاستخدامها المتكرر للفيتو في كل مرة يصدر قرار من مجلس الأمن ضد نظام الأسد، لم يتوقع أحدٌ قبل اندلاع الثورة أن لدى سوريا أكبر كمية أسلحة كيميائية بالمنطقة، وذهبت تقارير الى أن الأسلحة الكيميائية التي بيد نظامها تعتبر من الأضخم في العالم، ولم تتوار ردود الفعل حيال (ضربة أوباما) بين مؤيدٍ ومعارض كل على حسب مصالحه غير آبهين بالضحايا الذين أبيدوا وما زالوا يبادون مُذ خمس سنوات يومياً، وكأن قتل الأطفال والعزل مسموح به فقط بأسلحة تقليدية بينما يكمن الجرم بإبادتهم بأسلحة كيميائية..! حدثت ردود أفعال وأخبار آنذاك انطلق بعضها بشكل غير معلن من ضمنها تهديد روسيا للمملكة والخليج، والتي إن صحت وقتها فهي تؤكد أن رعونة النظام الروسي لا تقل عن رعونة شقيقه السوري الذي تكشف مدى حجم الوئام بينهما ولكنه وئامٌ دموي، وقد صاحب تلكم الأنباء تعرية وجوه وإسقاط لأقنعة بالداخل قبل الخارج، (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم). فمثل تلك الأنباء تفرح من في قلبه مرض تجاهنا ومن الحقد أعماه عما تتمتع به المملكة قيادة وشعباً من قوة وتماسك وأفضال ومواقف شريفة حيال الشعوب الأخرى، إننا مدعوون لتعزيز الصف والالتفاف حول قيادتنا ومعرفة أن الغرب عندما يلعب فوق الطاولة يلعب لعبة أخرى مغايرة أسفلها ونفس الحال تماماً مع إيران، وهذا ما رأيناه بعد (ضربة أوباما الصورية) ليكون هدف المسرحية تغطية على النظام السوري وتوطيد علاقته بالنظام الروسي، وحماية أكثر لإسرائيل عبر تسوية ومقايضة تلك الضربة بنزع الأسلحة الكيميائية من سوريا. إن للحروب أصنافاً منها الحرب الاقتصادية ولا يستطيع أحدٌ الجزم بأن ما حصل لأسعار النفط سببه بلادنا، فموازنتها واجهت عجزاً، والأسواق لها حكمها اللا مستقرة، وفي حالة إطلاق الملك سلمان عاصفة حزم ثانية لإنقاذ سوريا كما حدث مع اليمن حتماً ستحبس روسيا أنفاسها مع أذنابها، فالسعودية أثبتت من خلال عاصفة الحزم أنها دولة عظمى بالعالم ليس فقط نفطياً وإنما عسكرياً، ويكفي أن روسياوإيران توسلوا المملكة لتخفيض إنتاجها من النفط حتى يرتفع سعره إنقاذاً لهم بعد انهيار عملاتهم وإقفال كثير من مصانعهم، والسؤال ماذا سيحدث لتلك الدول لو قامت المملكة برفع إنتاجها من البترول وتخفيض سعره!؟