بعد إجازة طويلة قضاها بعضنا خارج أراضي الوطن الحبيب، فمنهم من ذهب إلى بلاد المشرق حيث المناظر الجميلة والطبيعة الخلابة، ومنا من اتجه إلى البلدان الأوروبية ذات الحضارة العريقة والتقدم المدني، وأينما كانت وجهة السائح السعودي فإن هذه البلدان تجبر كثيرا من السواح بالتعامل بالبطاقات الائتمانية مثل: بطاقة فيزا أو ماستر كارد. فكثير من الفنادق وشركات تأجير السيارات لا تقبل التعامل بالأوراق النقدية. ولذلك يتطلب من السائح استعمال هذه البطاقات، وحقيقة هذه البطاقات لها فوائدها ومحاسنها لمن يعرف شروطها وقوانينها. فهي تغنيك عن حمل مبالغ مالية نقدية طائلة، الشيء الذي قد يعرض حاملها للخطر والسرقة. لهذا تجد كثيرا من المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة في أوروبا وأمريكا تتعامل ببطاقات الائتمان، وهذا ما لا نجده في كثير من المحلات التجارية حتى المحلات الكبيرة في شرق آسيا وبعض الدول العربية، وحقيقة تعتبر توفر وسهولة استخدام بطاقات الائتمان في كل مكان من مطاعم ومحلات تجارية ميزة للدولة المضيفة، ويدل على اكتمال الخدمات السياحية في تلك البلدان وتطورها التقني واكتمال بنيتها التحتية. ونتكلم هنا خصوصا عن استعدادها لاستقبال السواح، لكن قبل إصدار هذه البطاقات والافراط في استخدامها من قبل العميل أو السائح يجب معرفة قوانين وشروط هذه البطاقات. ففكرة هذه البطاقات الائتمانية أن الشركة المزودة للبطاقة الائتمانية مثل فيزا أو ماستر كارد تضع حدا أعلى من النقود يمكن استخدامها في البطاقة. وهذه النقود المستخدمة والمدفوعة من البطاقة لا يتم خصمها مباشرة من الحساب البنكي للعميل المستخدم، بل يتم الخصم من نقود الشركة المصدرة لهذه البطاقة، وبعد ذلك يقوم العميل بتسديد هذا المبلغ للشركة أو المصرف ويمكن للعميل أن يدفع المبلغ كاملا أو على أجزاء مع فائدة بنكية (وهذا قد يكون مخالفا للشرع). وهناك عدة أنواع من البطاقات الائتمانية تختلف في شروط الاستخدام من مؤسسة مالية إلى أخرى، لكن تتفق في أغلبها بأنها مصدر يوفر للعميل مبلغا لتبضع وشراء حاجاته بعيدا عن حمل النقود، وبالرغم من هذه الميزات إلا أن البطاقات الائتمانية لا تعتبر آمنة بنسبة كبيرة، فقد يتم السطو عليها وقرصنتها وهذا غير محصور في دول معينة، فكثير من الدول المتقدمة وعلى رأسها أمريكا والاتحاد الاوروبي يتعرض كثير من المستخدمين فيها لعمليات احتيال ونصب وقرصنة، وهناك طرق أخرى للاستيلاء على الأموال قد تكون بسبب إهمال العميل باسترجاعها مثل المبالغ المحجوزة وغير المستخدمة في عملية حجز الفنادق ومكاتب تأجير السيارات، وقد يتأخر ردها الى حساب العميل، أو أن هذه الشركات بقصد أو بغير قصد تمتنع عن ردها، وهناك يأتي دور صاحب البطاقة للتأكد من حساباته ومطالبة البنك باسترجاع أمواله. كما أن خبراء أمن المعلومات ينصحون بأن يقوم العميل بتغيير الأرقام السرية أو حتى إلغائها وإصدار بطاقة جديدة حتى لا يتمكن أحد من استخدامها مرة أخرى. كما ينبغى للعميل طلب كشف حساب بعد إجراء سلسلة من العمليات في دول خارج المملكة، كما أن اشتراك العميل في خدمة الرسائل القصيرة تساعد على كشف عن اي عمليات احتيال والابلاغ عنها سريعا. وفي ختام هذا المقال أنصح الكل بالتأكد من مصروفاته خلال إجازة الصيف.. وكل عام وأنتم بخير.