لم تتوقف حملات تشويه سمعة البحرين التي تمارسها جماعات ما تسمى ب"المعارضة الراديكالية" أو التي تدعي العمل بمجال حقوق الإنسان سواء في البحرين أو غيرها، منذ فترة ما قبل أزمة فبراير 2011 وحتى الآن، بل ازدادت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع ازدياد الضغط الإيراني على دول مجلس التعاون. وخلال الفترة ما بين 14 سبتمبر الجاري وحتى ال 3 من أكتوبر المقبل، وهي الفترة التي ينعقد بها مجلس حقوق الإنسان بجنيف، فإن جماعات تشويه سمعة البحرين تحت مسمى حقوق الإنسان تعتزم تنظيم 20 ندوة وفعالية تستهدف البحرين، وأمنها واستقرارها وسيادتها، إضافة إلى ممارسة الضغط على صناع القرار هناك وتغيير آراءهم تجاه البحرين. من جانب آخر، فإن الحملات المضادة، والتي أدتها بعض مؤسسات المجتمع المدني البحريني والجهات الرسمية لم تكن بذات المستوى والقوة، ولم تعلن عن جدولها حتى الان، وهي التي عادة ما تكون أقل عدة وتسليحاً بالحقائق، لصد إدعاءاتهم المزيفة ضد البحرين، مما يضعف موقف البحرين أمام باقي دول مجلس حقوق الإنسان. الندوات المعادية للبحرين في جنيف لم تتوقف حتى في الفترة التي تسبق المؤتمر، والتي تصاحبها عادة تغطية إعلامية من القنوات الإيرانية التي تزيد عن ال 50 قناة معادية ضد المنامة، مقابل خلو قاعات جنيف من أي أشخاص يوضحون وجهة النظر الأخرى ويعرضون الحقائق وما تعانيه البحرين من إرهاب تلك الجماعات التي يدافع عنها مدعي حقوق الإنسان. التعاطي الرسمي والشعبي، كان وما زال ضعيفاً، ولم يتجاوز ردات الفعل عن منجزات البحرين، وما تواجهه البحرين من إرهاب، وقتل لرجال الشرطة، واستخدام الأطفال في العنف، وغيرها من الأمور التي يرفضها المجتمع الدولي. اكتساب الخبرة وقال رئيس مجموعة «حقوقيون مستقلون» سلمان ناصر إن منظمات المجتمع المدني في البحرين لم تكتسب الخبرة مما حصل سابقاً في البحرين أو كيفية التعاطي مع منظمات حقوق الإنسان. وأضاف إن تلك المنظمات الحقوقية البحرينية يجب أن تتواصل مع وسائل الإعلام العالمية، ومنظمات حقوق الإنسان غير المسيسة وإعداد التقارير الخاصة بكل منظمة لكشف الحقائق في البحرين. وتابع: "من المعلوم اقتراب موعد المراجعة الدورية لمجلس حقوق الإنسان للبحرين ودول أخرى، ولكن من المؤسف إلى حد الآن، إنه تم العمل على إعداد ندوات من المجلس من قبل جمعيات حقوقية أخذت على عاتقها الإساءة للبحرين، وهذه الندوات ستتناول عدة مواضيع، الهدف منها استهداف القوانين التي أصدرتها البحرين، والتي تحمي المجتمعات وتعزز الأمن والاستقرار في البحرين، إلى جانب العمل على تحريف الصورة عن منجزات البحرين الحقوقية". وبيّن إن إحدى الندوات هناك ستكون عبارة عرض لكل ما كتب عن البحرين خاصة التقارير التي كتبتها منظمة هيومان رايتس ووتش من بيروت، والتي تزامنت مع إقامة سباق الفورملا 1 بجانب الفعاليات الاقتصادية في البحرين، وآخرها تقرير الواشنطن بوست والذي هاجم هذا الأسبوع البحرين ليتزامن مع هذه الندوات ويتم الاستشهاد به. وأضاف: "من المؤسف، هناك جمعيات منحلة وبعض الشخصيات أخذت على عاتقها التواصل مع منظمات تنتمي لإيران، وتنفذ سياستها في زعزعة الأمن ومنجزات منطقة الخليج والبحرين لأهداف سياسية فئوية، والتي تحركها أذرع تحت مسميات حقوق الإنسان وأذرع سياسية". وأكد أنه في الوقت الذي تواجه البحرين به هذا العمل المنظم، إلا أن الحراك المجتمعي والأهلي المعني بحقوق الإنسان لا يتابع هذا النوع من التقارير سواء التحقيقات الصحافية التي استهدفت البحرين، أو حتى من خلال التقارير التي لا تمت للواقع والحقيقة بصلة، والتي يتم نشرها من خلال جمعيات سياسية في البحرين أو من خلال ما يسمى بالمنظمات الحقوقية. وقال إن الجمعيات البحرينية لم تنظم ندوات حول الأعمال الإرهابية، أو ترصد تلك الأعمال وتنظمها في تقارير، حتى تلك الأعمال الكبيرة كالتفجيرات وتدخلات إيران وتحريض المنابر الدينية. وتابع: "نحتاج للرصد والتوثيق والتحليل المنطقي، وقياس القوانين ومنجزات البحرين في مجالات الحقوق الاجتماعية والسياسية والثقافية مقابل ما تواجهه من إرهاب منظم، وتحريض على الطائفية والعنف والإرهاب". وقال: "تلك المنظمات تمجد بمن يمارس الأعمال الإرهابية، وهو يخالف أساساً مبادئ حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية حتى". وبيّن أن البحرين قدمت 19 شهيداً من صفوف رجال الأمن، وأعمال إرهابية كثيرة، إضافة إلى 2500 إصابة بين المتوسطة والبسيطة، و85 إصابة أدت إلى عجز جسماني بين ال70 % و80 %، وهي أعمال إرهابية قوية يصنفها المجتمع الدولي بذلك الوصف. تاريخ الندوات وخلال الأعوام الماضية، لم تيأس تلك المنظمات التي تهاجم البحرين من عقد ندواتها المسلطة كسهام في خاصرة البحرين، وحتى في حال فشلها كما حدث في العام 2013 في ندوات نظمها حزب الله العراقي واللبناني، بتمويل يصل لملايين الدولارات لمن يقبع في جنيف، تعيد تنظيم صفوفها من جديد لتمارس أعمالها المساندة للإرهاب. كما تعرضت البحرين سابقاً لهجمات من 4 وفود إعلامية إيرانية، جاءت لمساندة ما تسمى ب«المعارضة» منها قناتا العالم والمنار وتمت الاستعانة بأطقم قناة «بلادي» وذلك لتغطية ندواتها. ومن جانب آخر، استمرت التقارير المسيئة للبحرين في كل محفل، مقابل ردات فعل لم ترق إلى مستوى الحدث والسهام التي تواجهها البحرين، مقابل إرهاب منظم، يتم إظهار صورته وكأنه أعمال سلمية لم تؤذ أحداً.