اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تخصيص تكاليف إجمالية لمواجهة أزمة اللجوء في العام القادم بقيمة عشرة مليارات يورو يعد أمرا ممكنا، ووافق الائتلاف الحاكم في ألمانيا صباح امس على تخصيص 6 مليارات يورو كمساعدات للتصدي لموجة من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده سوف تقبل لجوء 24 ألف شخص إليها خلال العامين المقبلين، من جهته، قال رئيس وزراء السويد إن أوروبا تواجه أزمة مسؤولية، وليست أزمة لاجئين، وطالب "بوضع نظام دائم وإلزامي لعملية إعادة توزيع" طالبي اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، فيما أكد رئيس وزراء المجر مجددا أن بلاده تعارض استقبال مهاجرين مسلمين. أهمية تاريخية وقالت ميركل في مؤتمر صحفي امس الاثنين إنه على الرغم من أنه لا يمكنها اعتماد مثل هذا المبلغ بالنسبة للحكومة والولايات والبلديات جميعا، فإنه من الممكن منح مثل هذا المبلغ بطريقة ما في ظل الستة مليارات يورو التي خصصتها الحكومة وحدها لمساعدة اللاجئين لعام 2016. وأعربت ميركل عن اعتقادها بأن التقدير الذي حازته ألمانيا على المستوى الدولي لاستعدادها لاستقبال لاجئين له أهمية تاريخية. وقالت: "أعتقد أن هذا أمر مؤثر بلا شك... هذا أمر قيم للغاية بالنظر إلى تاريخنا". وأعربت ميركل عن سعادتها بأن "ألمانيا صارت أيضا بلدا يعلق عليه الكثير من الناس من خارج ألمانيا آمالا". وفي الوقت نفسه أعربت ميركل عن تحفظها إزاء تعبيرات الشكر الشخصية الموجهة إليها، وقالت: "لا أتصور أن الأمر يدور حولي وحدي، بل حول البلد وحول الأشخاص، حول الكثيرين الذين يقفون في محطة القطار (لاستقبال لاجئين) والكثيرين الذي يرحبون (بهم)". ورأت ميركل أن التدفق الكثيف للمهاجرين "سيغير" المانيا، متعهدة بالعمل على ان يكون هذا التغيير "إيجابيا" للبلاد. وقالت ميركل للصحافة: "إن ما نعيشه هو أمر سيشغلنا في السنوات القادمة وسيغير بلادنا، ونريد ان يكون هذا التغيير ايجابيا ونعتقد ان بوسعنا تحقيق ذلك". نهاية «مذهلة ومؤثرة» وبعد ان تحدثت عن نهاية اسبوع "مذهلة ومؤثرة" شهدت وصول حوالي عشرين ألف لاجئ جاء عدد كبير منهم من سوريا، عبرت المستشارة الالمانية عن "ارتياحها لأن المانيا اصبحت بلدا يربطه الناس بالامل وهذا امر ثمين جدا اذا نظرنا الى تاريخنا". وبعدما اكدت -كما حدث مرارا الاسبوع الماضي- قناعتها بان المانيا ستتمكن من استقبال اللاجئين الذين يصلون بالآلاف واستيعابهم، دعت ميركل الى "جهد من الاتحاد الاوروبي"، وقالت "لن ننجز هذه المهمة الا عن طريق التضامن الاوروبي". وأكد نائب المستشارة وزير الاقتصاد الاشتراكي الديموقراطي سيغمار غابرييل في المؤتمر الصحافي نفسه انه "لا يمكن ان تكون المانيا والنمسا والسويد الدول الوحيدة التي تستقبل لاجئين". وطالبت ميركل الاتحاد الأوروبي ببذل جهود حثيثة في سياسة اللجوء. وقالت: إنها متفائلة إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذه القضية على المستوى الأوروبي، مؤكدة ضرورة إجراء "توزيع تضامني وعادل للاجئين" على دول الاتحاد. «التفاؤل والواقعية» واعتبر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا زيجمار جابرييل أن التعامل مع الأعداد الكبيرة للاجئين الذين يصلون ألمانيا حاليا يعد أكبر تحد يواجه ألمانيا منذ إعادة توحيدها. وقال جابرييل الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مكتب المستشارية امس الاثنين إنه لا بد من التعامل مع ذلك حاليا "بتفاؤل وواقعية". وأشار إلى أن هناك قلقا ومخاوف لدى المواطنين حول إذا ما كان ممكنا التعامل مع هذا التحدي أم لا، إلى جانب استعدادهم الكبير لتقديم المساعدة. وقال نائب ميركل: "سوف يكون هناك أيضا نزاعات"، وأكد أنه كلما تم التحدث عن ذلك على نحو أكثر انفتاحا، أصبح من السهل على الأوساط السياسية تجنب الإحباطات. وأكد جابرييل أن "التفاؤل والواقعية" هما الوسيلتان اللتان يفضل الاسترشاد بهما في الفترة القادمة في التعامل مع مواجهة تحدي زيادة أعداد اللاجئين. أزمة مسؤولية وفي السياق، صرح رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين امس الاثنين أن أوروبا تواجه أزمة مسؤولية، وليست أزمة لاجئين، وطالب "بوضع نظام دائم وإلزامي لعملية إعادة توزيع" طالبي اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. وقال لوفين إنه سوف يطرح القضية مع مسؤولي ألمانيا والنمسا والسويد، الذين استقبلوا الالاف من اللاجئين، العديد منهم فارون من الصراع في سوريا والعراق، في حين عارضت دول أوروبية أخرى دعوات وضع نظام حصة لإعادة توزيع طالبي اللجوء. ومن المقرر أن يتوجه لوفين اليوم الثلاثاء لبرلين للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال لوفين "الحلول الطواعية ليست كافية "مشيرا إلى الحاجة" لنظام إعادة توزيع دائم وإلزامي عندما تسبب الكوارث في ارتفاع أعداد اللاجئين في دولة واحدة". وأضاف إن السويد أيضا تريد أن ترى زيادة حصص اللاجئين إلى 100 ألف داخل الكتلة الأوروبية، مقارنة بحصة قدرها 20 ألفاً تم الاتفاق عليه في يونيو الماضي. وأوضح لوفين أنه في إطار خطة مؤلفة من عشر نقاط بشأن إصلاح سياسيات اللاجئين في الكتلة الأوروبية، تريد السويد أن يوافق الاتحاد الأوروبي على وضع برنامج فعال بشأن كيفية إعادة طالبي اللجوء الذين يتم رفض طلباتهم بصورة إنسانية. وأشار لوفين إلى أنه على الاتحاد الأوروبي أن يعمل بصورة أكثر فاعلية من اجل ايجاد حل للصراعات التي تدفع المواطنين لطلب اللجوء. وقال لوفين إنه سيقترح أن يطرح الاتحاد الأوروبي مزيدا من السبل القانونية لدخول اللاجئين أراضيه. الموقف المجري وفي السياق، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان امس الاثنين إن على الاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم المالي لتركيا ودول أخرى لا تنتمي لعضوية التكتل لمساعدتها في التعامل مع تدفق المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون الوصول لأوروبا. وفي كلمة أمام دبلوماسيين مجريين في بودابست قال الزعيم اليميني أيضا إن مناقشة الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد البالغ عددها 28 أمر سابق لأوانه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الاتحاد أن يدافع عن حدوده الخارجية. وقال "طالما لا تستطيع أوروبا الدفاع عن حدودها الخارجية فلا معنى لمناقشة مصير من يتدفقون" مضيفا إنه لا يستبعد مناقشة "عادلة" للحصص في مرحلة لاحقة. وتابع قوله "سيكون منطقيا أكثر لو أسس الاتحاد الأوروبي صندوقا... يمكننا من خلاله بالاتفاق مع دول أخرى مهمة لنا مثل تركيا توفير الدعم للتعامل مع مشكلة اللاجئين في هذه الدول". ضغوط على استراليا من جهته، تعرض رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إلى ضغوط امس الاثنين لاستقبال المزيد من اللاجئين في سبيل تخفيف حدة أزمة وصول عشرات الآلاف منهم إلى أوروبا. وأعلن أبوت أن أستراليا ستخصص المزيد من الأماكن ضمن حصتها السنوية التي تبلغ 13750 لمن يهربون من العنف في سوريا لكنها لا تعتزم زيادة الحصة في المجمل الأمر الذي أثار انتقادات من مختلف الطيف السياسي. ودعا حزب العمال المعارض في أستراليا امس الاثنين لزيادة الحصة بواقع عشرة آلاف شخص كإجراء لمرة واحدة. وقال زعيم المعارضة بيل شورتن للصحفيين "يعتقد حزب العمال أنه ليس كافيا أن تقول حكومة أبوت ببساطة إنها ستستقبل المزيد من اللاجئين لكن ضمن المستويات المحددة للاجئين الذين من المقرر أن تستضيفهم هذه البلاد"، وتابع قوله "نقترح زيادة كبيرة لأن هذه أزمة كبيرة". مبادرة إيطالية ويطلق نادي روما الإيطالي لكرة القدم اليوم الثلاثاء مبادرة "عطاء كرة القدم"، وهي مبادرة عالمية لجمع التبرعات بهدف دعم المنظمات التي تساعد الأعداد المتزايدة من اللاجئين ضحايا الاضطهاد والحروب. ودعا روما الأندية الإيطالية والأجنبية والمشجعين لتقديم التبرعات ودعم موقع إلكتروني للمزادات سيجري تدشينه قريبا. علما أن منصة العطاء الاجتماعية العالمية عبر الإنترنت "جست جيفينج" تستضيف بالفعل مبادرة عطاء كرة القدم. وسيجري توجيه التبرعات إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة إنقاذ الطفل ولجنة الإنقاذ الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وذكر نادي روما في بيان "من أجل توحيد مجتمع كرة القدم بأكمله تحت راية واحدة، نأمل أن نستطيع من خلال التكاتف مع بعضنا البعض أن نحقق أكثر ما يمكننا تحقيقه بشكل فردي"، ونادى بتقديم "تبرعات قيمة" غدا الثلاثاء. وقوبلت المبادرة بدعم من جانب نادي فيورنتينا الذي أعلن أنه سيطرح قمصان لاعبيه في مزاد عقب المباراة المقررة أمام جنوه مطلع الأسبوع المقبل وأنه يخطط لإطلاق المزيد من المبادرات.