وصلت قطارات تحمل مئات المهاجرين إلى النمساوألمانيا قادمة منالمجر الإثنين، فيما انهارت قواعد طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي تحت وطأة موجة من المهاجرين لم يسبق لها مثيل في الاتحاد. وأعلنت الشرطة النمساوية الثلاثاء أن 3650 مهاجرا غادروا بودابست بالقطار ووصلوا إلى فيينا، موضحة أنه رقم قياسي ليوم واحد هذه السنة. وكانت السلطات المجرية سمحت الإثنين برحيل هؤلاء المهاجرين بالقطار على الرغم من أن كثيرين منهم لم تكن لديهم تأشيرات دخول. وقال الناطق باسم الشرطة باتريك مايرهوفر "ندقق لمعرفة كم عدد طالبي اللجوء بينهم". ويمثل تدفق اللاجئين أزمة للاتحاد الأوروبي إلذي ألغى قيود الحدود بين 26 دولة في "منطقة شينغن"، لكنه يشترط أن يقدم طالبو اللجوء طلبا في أول بلد بالاتحاد الأوروبي يصلون إليه -وهو شيء يتم تجاهله غالبا مع قدوم المهاجرين من أطراف الاتحاد إلى وسطه الأكثر رفاهية. وتماشيا مع قواعد الاتحاد الأوروبي، قال متحدث باسم الشرطة النمساوية إن الذين قدموا بالفعل طلبات لجوء في المجر سيسمح لهم بالدخول، لكن ضغوط الأعداد استمرت وسمح للقطارات بالتحرك. وقال خليل البالغ من العمر 33 عاما -وهو مدرس للغة الإنجليزية من مدينة كوباني السورية- بينما كانت زوجته تحمل طفلتهما المريضة وهي تصرخ على ذراعيها في محطة فيينا "الحمد لله لم يطلب أحد منا جواز سفر… لا شرطة ولا مشكلة." وروى كيف استطاع هو وأسرته شراء تذاكر القطار في بودابست واتجهوا إلى هامبورج في ألمانيا. وأضاف أنه على يقين أنه سيلقى ترحيبا أفضل هناك بعد أن ساروا على غير هدى في البلقان والمجر. وقال "فيما يتصل بألمانيا فإن السوريين يسمون (المستشارة أنجيلا) ميركل ماما ميركل"، في إشارة إلى تعليقات متعاطفة نسبيا للزعيمة الألمانية ردا على أزمة المهاجرين. وقالت ميركل إن أزمة المهاجرين قد تدمر مبدأ حرية الانتقال في أوروبا التي أرستها اتفاقية شينغن. وتتوقع ألمانيا استقبال نحو 800 ألف مهاجر هذا العام، وهو عدد أكبر مما يتوقعه أي بلد في الاتحاد الأوروبي. وأضافت إنه إذا لم تتمكن أوروبا من الاتفاق على توزيع عادل للاجئين فستكون منطقة شينغن محل تساؤل. وصرحت في مؤتمر صحفي في برلين "إذا لم ننجح في توزيع عادل للاجئين فسيكون موضوع منطقة شينغن في جدول أعمال الكثيرين"، وقالت "إننا أمام تحد وطني جسيم. وسيكون هذا تحديا رئيسيا لا لعدة أيام أو أشهر وإنما وقتا طويلا". لكن ليس من المؤكد أن وجهة نظرها هي التي ستسود عندما يعقد وزراء الاتحاد الأوروبي اجتماع أزمة في 14 أيلول/سبتمبر. وتقول بريطانيا غير العضو في منطقة شينغن إن نظام الحدود الحرة جزء من المشكلة وأن دول وسط أوروبا تزمع معارضة أي حصص ملزمة. واختلط اللاجئون الذين تمكنوا من ركوب القطارات المتجهة غربا اليوم الإثنين مع مسافري درجة رجال الأعمال والسياح الذين كان بعضهم غاضبا لتأخر رحلتهم. وقالت أورسوليا جاكاب (35 عاما) وهي محاسبة مجرية "هناك طائرة يجب أن ألحق بها من مطار فيينا. ركبت القطار بسبب نقاط التفتيش على الطرق وزحام المرور … والآن يحدث هذا؟" وخارج محطة فيينا ردد آلاف المؤيدين للمهاجرين عبارة "مرحبا باللاجئين هنا". وقال أوتوين شوبر وهو متقاعد من فيينا تأثر لاكتشاف 71 مهاجر موتى في شاحنة في النمسا الأسبوع الماضي "هؤلاء الناس يحتاجون إلى مساعدة .. لقد جاءوا من وضع مرعب ويجب ألا نفكر مرتين بشأن مساعدتهم." وأوقفت السلطات النمساوية مئات اللاجئين واعتقلت خمسة مهربين في الطريق السريع من المجر حيث عثر على الشاحنة المهجورة بالقرب من الحدود المجرية. وفي محطة القطارات في ميونيخ بجنوب ألمانيا قالت الشرطة إن 400 مهاجر وصلوا على قطار من المجر عبر النمسا. وفي وقت لاحق وصل أيضا قطاران من المجر يحملان بضع مئات من اللاجئين معظمهم سوريون. رابط الخبر بصحيفة الوئام: قطارات تقل آلاف المهاجرين من المجر إلى النمسا وألمانيا