استقبلت أسرة الشهيد علي محمد الحبيب الذي استشهد غدرا في عملية إرهابية فجر يوم الجمعة الماضي وهو يؤدي عمله بالدوريات الأمنية في بقيق المعزين في مجلس العبدالنبي بحي الملك فهد. حيث توافد الكثير من زملائه وجيرانه وأقاربه لتقديم واجب العزاء. حيث كان - يرحمه الله - يعول والدته وابنة أخيه الوحيد الذي توفي جراء إصابته بمرض السرطان، إضافة الى أبنائه. وقالت زوجة الشهيد زهراء الطويل: "كان - يرحمه الله - فخورا بهذه المهنة، وكان يفرح اذا سمع رجال الامن قبضوا على مجموعة من الارهابيين، وكان يقول هذا هو الفخر، أن تكون حاميا لهذا الوطن. فنحن مسؤولون عن أمن الطبيب الذي لا يعمل دون الامان، والمعلم الذي يعلم أبناءنا، ويساهم في بناء عقولهم. وكان دائماً يتمنى أن يفرجها الله علينا بخيره بعد تقاعده من أجل بناء المنزل وتزويج الولدين فكان يضع آماله عليهما ويريد أن يزوجهما في ليلة واحدة. فيما قالت والدة الشهيد: إن العين لتدمع والقلب ليحزن، فليس لدي غير هذا الولد الذي أرى الدنيا من خلاله، فأنا مصابة بالعديد من الامراض المزمنة، وهو من كان يوصلني للمستشفى ويهون علي فراق أخيه، لكن رحمة الله فوق كل شيء. وقالت بنت الشهيد زينب التي تدرس في الصف الاول الابتدائى: لقد اشترى لي والدي كرسيا وطاولة في الأسبوع الاول من الدراسة، وكنت فرحة جداً. إذ قال لي: "اذا كبرت وأصبحت دكتورة سوف أشتري لك طاولة أخرى ومكتبة". وقالت بنت الشهيد الثانية بتول: "لقد كان يفرح دائماً عندما يشاهدني مع أمي في المطبخ، ويقول لي: "متى أشهدك عرس وأفرح بك"، وقال ابن الشهيد «حسن 18 عاما»: "الخبر كان صدمة كبيرة، حيث كنت البارحة معه قبل ذهابه إلى العمل، حيث كنت وإياه نرتب أغراضه ليذهب للحج. مؤكدا أن والده كان ولا يزال فخرا لأسرته في حياته، وبعد استشهاده لقد كان والدي دائماً يقول لي: ابذل جهدا في الدراسة كي تنتهي بسرعة، وتساهم أنت وأخوك في مساعدتي في بناء البيت. من جانبه، قال ابن الشهيد الأصغر «محمد 17 عاما»: كنت نائما وصحوت من النوم إثر تلقي العديد من الاتصالات، وتم إبلاغي باستشهاد الوالد. مؤكدا أن والده الذي كان يستعد للتوجّه إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج قد أوصاني بالأمس على المنزل وعلى دراستي، كوني في آخر عام بالمدرسة. مختتما كلامه: «أعدك يا والدي ولن أخيب ظنك» وذكر سلمان بوسهيل، أحد أقارب الشهيد: تلقينا الخبر من أحد الأقارب وذهبنا في الصباح إلى بقيق للتأكد من الخبر، وأفادتنا المديرية بأنه قد أصيب في رأسه وزميل آخر في يده، وقد أسعف في مستشفى بقيق، ثم نقل إلى الدمام وتوفي هناك، منوها إلى رفض المستشفى تسليمنا الجثمان لحين إنهاء الإجراءات الأمنية. وأشار إلى أن الشهيد كان على أبواب التقاعد وحالته المادية صعبة، فهو يعول والدته وبنت أخيه المتوفى وأبناءه ويقطن في شقة بالإيجار، وكان كل ما يشغل باله ايجار الشقة وكيف سيبني البيت ليكون مسكنا لابنائه بعد وفاته. المعزون في الشهيد الحبيب