فقد الشهيد الرقيب علي الحبيب والده وهو الخامسة من عمره، فتربى في حضن والدته، ولم يكن له إخوة سوى محمد الذي توفي قبل 35 عاما، فعاش علي أملا لأمه التي رعته. وبحسب صحيفة مكة قال أحد أقاربه إن علي تزوج فأنجب سبعة أبناء، ولدين وخمس بنات، وكان بارا بوالدته، التي تقدم بها العمر، وأصبحت لا تفهم ما يدور حولها. نوى الشهيد الحج هذا العام وسدد رسوم الحملة، لكن الشهادة كانت أسبق. فخورون أشد الفخر باستشهاد والدنا في سبيل الله"، بهذه العبارات عبر حسن ومحمد ابنا شهيد الواجب الرقيب علي حبيب محمد الحبيب الذي استشهد غدرا في عملية إرهابية فجر أمس وهو يؤدي عمله بالدوريات الأمنية في بقيق، عن فخرهما باستشهاد والدهما في ميدان الشرف، مؤكدين استعدادهما التام لحماية الدين والوطن والذود عن حياض الوطن. و أوضحا ، أنهما تلقيا نبأ استشهاد والدهما في ساعة مبكرة من فجر أمس، بعد عدة اتصالات وهم نائمون، وأن آخر لقاء جمع أفراد الأسرة بالشهيد هو مغرب أول من أمس قبيل مغادرته إلى عمله، مؤكدان أن والدهما كان بارا بأفراد أسرته طوال حياته وعلى علاقة احترام بجميع أفرادها، لافتين إلى أنه نال الشهادة وهو عازم على أداء فريضة الحج، وذلك بعد استكمال إجراءات استخراج تصريح أداء الحج، وانضمامه إلى حملة لحجاج الداخل في الأحساء. وأشارا إلى أنهما يدرسان في الصف الثالث الثانوي في مدرسة عمير بن وهب الثانوية في الهفوف، مبينين أن والدهما من أشد الداعمين لهما دراسيا، وكان دائم الإلحاح بالجد والاجتهاد في الدراسة، والحرص على متابعة المنزل والقيام بدوره في غيابه خلال توجه لأداء الحج. 28 عاما في خدمة الوطن ووسط زحام المعزين، أشار سلمان بوسهيل "ابن خالة الشهيد"، إلى أن الشهيد أحد أشد المقربين له وبينهما علاقة صداقة وقرابة كبيرة، مبينا أن الشهيد لديه اثنان من الذكور "حسن 18 عاما، ومحمد 17"، وثلاث من الإناث اثنتان منهن متزوجتان، ويعيل والدته الكبيرة في السن، وبنت شقيقه "المتوفى في وقت سابق"، ويسكن في شقة بالإيجار في حي الملك فهد بالهفوف، لافتا إلى أن خدمة الشهيد تجاوزت ال28 عاما في الأمن العام، وكان يعتزم التقاعد خلال العامين المقبلين. وأضاف بوسهيل: تلقيت نبأ استشهاده فجر أمس عبر اتصال هاتفي من زملائه، وعلى الفور توجهت وآخرون من أفراد الأسرة إلى مقر قيادة الدوريات الأمنية في بقيق، وأبلغنا المسؤولون في القيادة عن ظروف الاستشهاد، الذي تمثل في إصابة الشهيد بطلق ناري في منطقة الرأس في عملية إرهابية غادرة، ليتم نقله إلى مستشفى بقيق العام، ومن ثم إسعافه إلى مستشفى الدمام المركزي، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة، مشيرا إلى إصابة زميله الذي كان يرافقه بطلق ناري في اليد، لافتا إلى أن الجهات الأمنية تتخذ إجراءاتها تمهيدا لتسليم الجثمان بعد استكمال كافة الإجراءات.