تواصلت أمسيات نادي الأحساء الأدبي بالشراكة مع مركز أحمد باديب للاستشارات الاعلامية بإقامة أمسية قصصية مساء امس الاول لأحد رواد الجيل الثاني من كتاب القصة القصيرة في المملكة القاص محمد علي رضا قدس. وذكر مدير الامسية القاص عبدالجليل الحافظ خلال تقديمه للضيف بأنه أحد القادمين من بيئة خصبة بالثقافة التي ضمت واحتوت كل شيء من أوليات الأدب والشعر والقصة والرواية في تاريخ المملكة العربية السعودية الأدبي، فبيئة الحجاز (المنطقة الغربية ومنطقة المدينةالمنورة) بما تضم المنطقتين من مدن هي التي أخرجت لنا أول قصة قصيرة (التوأمان) لعبدالقدوس الأنصاري، وأول مجموعة قصصية لأحمد العطار وأول مجموعة قصصية نسوية لنجاة الخياط، وأول رواية (ثمن التضحية) لحامد دمنهوري، وأكد حافظ أن الأوليات لا تكاد تغادر هذه البيئة الخصبة التي قدم منها ضيف هذه الأمسية الكريم، ثم عرج على قراءة سيرة هذا العلم والرائد وهي سيرة حافلة بالمنجز الإبداعي والفكري. بعدها قرأ القاص محمد علي قدس نماذج من قصصه منها (ظمأ الجذور، لهاث الشمس) متدرجا بقراءته من اول مجموعة قصصية أصدرها، ليحاكي بذلك مسيرة تجربته وهو يتحدث عن سنوات الانشغال في الهم الإبداعي والقصصي، التي ذكر أنها انطلقت من المرحلة المتوسطة حينما كان يرسل نتاجه لبعض الصحف لينشروا له في زاوية بريد القراء، ومع الأيام اتصل برائد الأدب السعودي الشاعر الكبير محمد حسن عواد الذي كان له الأثر الأكبر في صقل موهبته وكذلك أبو تراب الظاهري الذي كتب مقالا في إحدى الصحف عنه وعن صديق له، ومع أن المقال حمل شيئًا من القسوة إلا أنها كانت دافعًا له لكي يقرأ أكثر وأكثر فالقراءة هي المحفز الحقيقي للإبداع ولصقل الموهبة. وفي مداخلة ذكر الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن القاص محمد علي قدس يمتلك أدواته الإبداعية منذ البداية، فهو في قصصه الأولى كان يحاكي البيئة الحجازية ويدير قصصه على ألسنة الشخوص في القصص، وكان صوت الراوي منزويًا وذلك بحكم طبيعة النص وكتابته أما في قصصه الحديثة فقد بدأ يعلو صوت الراوي أكثر من صوت الشخوص في النصوص. كما شارك رئيس مجلس إدارة نادي الاحساء الادبي الدكتور ظافر الشهري بمداخلة ذكر فيها أن نصوص محمد علي قدس هي محاكاة حقيقية للبيئة الحجازية القديمة بيئة ثمانينات القرن الهجري الماضي بما فيها من تفاصيل دقيقة، فيما دعا الدكتور زيد الفضيل كتاب القصة في المملكة بتدوين البيئات السعودية بما فيها من تفاصيل لأن القصة والرواية سجلات ووثائق تاريخية تدون تفاصيل المدن السعودية والبيئات الخاصة بها، وفي ختام الأمسية كرم رئيس مجلس إدارة النادي القاص محمد علي قدس بدرع النادي التذكارية.