الجبيل.. مدينة ضاربة في العمق على كافة المستويات وكل المجالات ومن المدن الرائدة في إقامة المهرجانات الناجحة على مستوى العالم، فهي ليست مدينة متطورة ومتجاوزة للكثير من المدن في كل شيء!، وليست مدينة أسمنتية بلا روح أو صناعية أو اقتصادية فقط!، هي أيضا مدينة الشعر «النائمة» التي تنتظر من يوقضها..! فأهل الجبيل عرفوا بأنهم أهل الشعر وبمحبتهم للشعر، وتقديرهم للشعر وأهله واحتفائهم به في مناسبات عديدة، فالشعر كان صوت حنينهم والغناء في افراحهم والبلسم على جراحهم، كان عبقهم الذي ما زال عالقا بهم وبأرواحهم حتى الآن، ورائحة الطين التي قامت به بيوتهم..! ورغم تأصل الشعر في الجبيل وتجذره في أهلها، بكل بساطة وأسف لا يوجد أي مهرجان رسمي للشعر الفصيح والشعبي في الجبيل في ظل وجود كم هائل من الشعراء والشاعرات ومنهم نجوم على مستوى الخليج والوطن العربي وبعضهم من شارك في مسابقات شعرية وحقق مراكز متقدمة. أيعقل أن نحظى بوجود كنوز شعرية وأدبية وثقافية وتعجز المدينة في أن تحتفل بهم كل عام وتتبنى فكرة إقامة مهرجان شعري وأدبي تدعو له أبرز شعراء وشاعرات الخليج والوطن العربي وأصحاب الدراسات النقدية في الشعر متى يصبح في مدينة الجبيل مهرجان للشعر الفصيح والعامي كما هي مقامة في مدن أخرى في المملكة لا تملك إمكانيات مثل الجبيل على كافة الأصعدة وتكون درة المهرجانات؟! مهرجان تديره إدارة الهيئة الملكية بالجبيل هذه الإدارة الرائدة في تنظيم أهم المناسبات والمهرجانات المختلفة والتي شهد الجميع بتميزها واحترافيتها ونجاحها ويكون مهرجانا ذا أبعاد ثقافية وسياحية ترسخ من خلاله أن الجبيل ليست مدينة صناعية واقتصادية فقط، بل مدينة ثقافية وشعرية وأدبية أيضا!، فالجبيل مليئة جدا بالمبدعين والمبدعات الذين من حقهم أن يتنفسوا الشعر في مدينتهم ويتبادلونه مع مبدعين ومبدعات في المملكة والخليج والوطن العربي. فهل يتحقق الحلم «البسيط» أمام الأحلام الصعبة التي حققتها مدينة السفن حتى أصبحت سفينة المدن؟!.