كشف تقرير مؤسسة أبحاث السوق "IDC" أن تحول المستخدمين إلى الاعتماد على الأجهزة الذكية واللوحية ساهم بشكل كبير في أن تتعرض أسواق الحاسب الشخصي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لأكبر انخفاض سنوي في تاريخها. وأشار التقرير الى أن هذا الانخفاض قد بلغ 25.6 % خلال الربع الثاني من العام الحالي، كأكبر انخفاض تتعرض له المنطقة خلال ربع واحد في تاريخها، حيث إن إجمالي شحنات الحاسب الشخصي قد انخفضت إلى 3.3 مليون وحدة خلال الربع الثاني، وانخفضت شحنات الحاسب المكتبي بنسبة 21.2 % لتصل إلى 1.4 مليون وحدة، بينما انخفضت شحنات الحاسب المحمول بنسبة 28.6 % لتصل إلى 1.9 مليون وحدة فقط. وتوقع التقرير أن يكون العام الجاري في مجمله الأسوأ أداء في المنطقة، حيث يتوقع انخفاض إجمالي شحنات الحاسب الشخصي بنسبة 15.7 % مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 15.2 مليون وحدة، فقط، حيث ستكون التقلبات في أسعار صرف العملات داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مسؤولة بشكل كبير عن انخفاض الطلب، وخاصة في الأسواق الرئيسية، وسيؤثر الانخفاض في أسعار النفط كذلك على الدول التي تعتمد موازناتها بشكل رئيسي على العائدات النفطية، بما يشكل ضغوطاً على الحكومات لخفض إنفاقها، لكن بالمقابل سيستمر ارتفاع الطلب على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في التأثير بشكل سلبي على الطلب على الحاسبات الشخصية، بما يعيق أداء السوق. وأشار التقرير إلى أن أكبر ثلاثة منتجين لأجهزة الكمبيوتر قد حافظوا على مراكزهم الثلاثة الأولى كما في الأرباع القليلة السابقة، حيث تعرض كبار المنتجين لانخفاض سنوي كبير في شحناتهم إلى المنطقة، واستمرت شركة "HP" في المركز الأول من حيث الحصة السوقية، على الرغم من انخفاض شحناتها بنسبة 26 % مقارنة بالعام الماضي، وجاءت لينوفو في المركز الثاني بانخفاض 19 %، وسجلت ديل التي تأتي في المركز الثالث انخفاضا بنسبة 10.3 %، وجاءت أيسر في المركز الرابع بانخفاض 29.3 %، بينما حافظت أسوس على مركزها الخامس بانخفاض 26.7 %. واستمرت شركات تجميع الحاسبات المكتبية المحلية في تسجيل انخفاض كبير مقارنة بالعام الماضي، في ظل استمرار تأثرها بشكل كبير بسبب تزايد توفر أجهزة الحاسبات الشخصية المجددة. وتوقع التقرير أن يتعافى سوق الحاسبات الشخصية على المدى البعيد في المنطقة بشكل جزئي خلال العام القادم، حيث من المتوقع أن ينمو الطلب بنسبة 12 % خلال فترة 12 شهراً، دون حدوث أي نمو في الشحنات خلال السنوات التي تليه، بالإضافة إلى حدوث تحول تدريجي في حجم الطلب من قبل المستهلكين إلى القطاع التجاري، في ظل نمو نسبة المستخدمين الأفراد الذين يتحولون من الحاسب الشخصي إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ومحافظة المستخدمين بالشركات على وفائهم نحو الحاسبات الشخصية، ونتيجة لذلك فإنه من المتوقع أن يتجاوز الطلب على الحاسبات الشخصية في المنطقة من قبل القطاع التجاري على قطاع الأفراد بحلول عام 2017. كما توقعت "IDC" أن تزيد شحنات الحواسيب اللوحية خلال العام الجاري بنسبة 2.1 لتصل إلى 234.5 مليون جهاز، وتشمل هذه التوقعات الحواسيب الهجينة التي تجمع بين اللوحية والمحمولة، والتي تصنف ضمن الأجهزة اللوحية وهي التي ستشكل معظم هذا النمو، وبعد عدة أعوام من النمو الهائل في سوق الأجهزة اللوحية، فإنه من المتوقع أن تكون زيادة المبيعات من خانة واحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وذلك بعد أن نمت بنسبة 4.4 % خلال العام الماضي، إلا أن أبل تعتبر الحلقة الأضعف لأنها لا تقوم بتصنيع الأجهزة الهجينة، الأمر الذي يشير إلى أن تنخفض حصتها السوقية بنهاية العام الجاري من 28 % والتي كانت سجلتها السنة الماضية إلى 26 % بنهاية هذا العام، ومن المتوقع أن تزيد حصة شركة مايكروسوفت إلى 14 % مقارنة بنسبة 5 % والتي كانت سجلتها خلال العام الماضي، وعلى الرغم من بطء اعتماد حواسيب الشركة اللوحية، إلا أنه من المرجح في الوقت ذاته أن يكون لنظام التشغيل الجديد التابع ويندوز 10 تأثير كبير على نمو الشحنات. وحول هذا التأثير فقد أشارت تقارير أن أحد أسباب هذا التراجع هو التحديث التي قامت به شركة مايكروسوفت لنظام تشغيلها ويندوز 10، وعدم احتياج النظام لمواصفات تقنية متطورة على عكس النسخ السابقة من النظام، وإتاحته بشكل مجاني لمعظم المستخدمين دون الحاجة لتغير أجهزتهم أو ترقية مواصفاتها لتتوافق مع النظام، حيث كشفت مايكروسوفت أن نظام ويندوز 10 تم تثبيته على أكثر من 14 مليون جهاز بعد 3 أيام فقط من إطلاقه رسميًا، وارتفع الرقم ليصل إلى 75 مليون جهاز بعد شهر كامل دون الحاجة لأي تعديل أو تطوير في مواصفات الأجهزة الشخصية.