أوصى المؤتمر الخليجي الأول للطب والصيدلة الذي اختتم أعماله في مملكة البحرين أمس بإنشاء لجنة خليجية تضم الأطباء والصيادلة العاملين في مجال الأمراض المعدية لوضع خطة عمل واستراتيجية للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، والبدء بتطبيق برنامج استعمالها في العيادات والمراكز العلمية. ودعا المؤتمر الذي نظمته على مدى يومين جمعية الصيادلة البحرينية بالتعاون مع قسم الباطنية بمجمع السلمانية الطبي، وبدعم من الجمعية الصيدلية السعودية، إلى زيادة أعداد الصيادلة الاكلينيكين في مجال الأمراض المعدية، وكذلك الحال بالنسبة للأطباء المتخصصين في مجال الأمراض المعدية، والقيام بحملة توعوية وطنية للمواطنين والمقيمين عن الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية. وأوضح الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة في البحرين أن أعمال المؤتمر الخليجي الأول للطب والصيدلة تغطي في دورته الحالية التركيز على المستجدات في جانب مهم وأساسي في الخدمات الصحية متمثلاً بالأمراض المعدية، "وهي التي تشكل عبئاً ومشكلةً صحيةً كبيرةً سواء على الأفراد، أو المجتمعات، أو في بيئة العمل الطبي، وفي المستشفيات على وجه الخصوص". وأضاف: "لعل أهم ما يميز هذا المؤتمر هو جمعه بين تخصصي الطب والصيدلة والتخصصات الطبية المساعدة الأخرى في مقاربة تكاملية للمستجدات في تشخيص وعلاج الامراض المعدية والوقاية منها". لافتاً إلى أن ما يسعد في تنظيم مثل هذا المؤتمر وإقامة فعالياته على أرض البحرين هو كونه نتيجة شراكة فعالة بين وزارة الصحة وجمعية الصيادلة البحرينية، وهي واحدة من الجمعيات المهنية المشهود لها بالريادة في تعزيز وتطوير التعليم والتدريب في المجال الصحي، معرباً عن الاعتزاز بمشاركة الجمعية الصيدلية السعودية كداعمين ومساندين لتنظيم هذا المؤتمر، الذي تتجلى فيه روح الشراكة والتنسيق الخليجي من خلال التواجد المتنوع للمتحدثين والمشاركين. من جانبه، نوه الصيدلي ياسر صخير رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس جمعية الصيادلة البحرينية إلى أن المؤتمر أوصى بإقامة هذا النوع من المؤتمرات بصورة دورية للاستفادة من المستجدات في مجال الأمراض المعدية، كما دعا إلى عقد ورش عمل لتدريب العاملين المعنيين بالأمراض المعدية والاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية بحيث تشمل جميع العاملين الصحيين. وأضاف صخير "أوصى المؤتمر كذلك بإنشاء قاعدة بيانات وطنية للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وانشاء قاعدة بيانات وطنية للاستخدام الحالي للمضادات الحيوية، وتشجيع عمل البحوث في مجال الأمراض المعدية في البحرين بالتعاون مع دول الخليج العربي ودول العالم". من جهتها، أوضحت الدكتورة جميلة السلمان رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر رئيس قسم الباطنية بمجمع السلمانية الطبي استشاري الأمراض المعدية الأهمية العلمية للمؤتمر الخليجي باعتباره أول تظاهرة صحية على مستوى المنطقة تسعى للمقاربة بين تخصصي الطب والصيدلة وتعزيز التكامل في أدوارهما فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية، سواء بين العاملين الصحيين في المستشفيات، أو بين أفراد المجتمع بشكل عام. وأضافت السلمان إن "المؤتمر حظي بمشاركة 20 متحدثاً بارزاً من ذوي الاختصاص على المستويات العالمية والخليجية والمحلية، وحضره أكثر من 400 مشارك من الأطباء والصيادلة والمختصين الآخرين من البحرين ومن دول الخليج العربية الأخرى". مشيرة إلى أن المؤتمر تضمن أكثر من 30 ورقة علمية وورشة عمل مكثفة على مدى يومي الانعقاد تركز على الممارسات المثلى للأطباء والصيدليين إزاء الأمراض المعدية على اختلافها وتقليل الاعتماد على المضادات الحيوية، إلى جانب مناقشة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية والتي تشكل إحدى المشاكل الصحية المثيرة لقلق المختصين والمراكز البحثية المتخصصة على مستوى العالم ولم يتم التوصل إلى أي حلول جذرية لها حتى الآن. ولفتت السلمان في ختام كلمتها إلى أن المؤتمر يسهم في تطوير قدرات ومهارات العاملين الصحيين بجميع تخصصاتهم الطبية، وكذلك الصيدليين، ويأتي دعماً للتعليم المستمر للكوادر المتخصصة في مملكة البحرين والمنطقة بما يعزز جودة الخدمات الصحية المقدمة للجميع.