كنت ولا زلت أكتب عن السلامة المرورية ودور شبابنا واسهاماتهم فيها، وأنا أتأمل الجانب المظلم في داخل مجتمعي، وبيتي هو لبنة من لبنات هذا المجتمع.. ليس تقليلاً من شأن مجتمعي وأفراده!!؟؟ لا والذي خلق السماء.. فهناك جانب مشرق في هذا المجتمع.. فرأيت من الضروري إجراء تغير في تناول قضايا تخص فئة الشباب يتناسب مع التغير الايجابي بين أفراد هذا المجتمع. فحين كنت في إحدى جلسات التأمل مع نفسي ساءلتها.. هل يُعقل أن تكون تلميحاتك وتصريحاتك عن السلبيات فقط!!؟؟ لم لا يكون سرد الايجابيات واظهار نماذج ايجابية له حيز في كتاباتك؟! فمجتمعي فيه الخير الكثير بحمدالله وشبابنا منهم المبادرون، والمبتكرون، والناضجون، والواعون، والمتنورون، وهناك منهم من يحمل همّ التغيير ويتسلح بحسّ المبادرة الايجابية. لما لا أرفع راية التشجيع والشكر والعرفان لمن هم في الطريق مبادرين وايجابيين!!؟ حيث استوقفتني مواقف عديدة لشباب رائع ملتزم بقواعد السلامة المرورية.. وهناك من يدعو غيره ويحاول التأثير على دائرة من حوله من الشباب لاتخاذ جانب الاحاطة بالقواعد المرورية، وأن يكونوا مؤثرين ايجاباً على غيرهم لا متأثرين سلبا بغيرهم.. وهناك من يعتبر الطريق ملكاً للجميع فيبادر لحفظ حقوق غيره مثلما يسعى لحفظ حقوقه.. هناك شباب مبادر حين يرى غيره في أزمة مرورية في وسط الطريق تأخذه الحميّة والنخوه الرائعة في التدخل السريع؛ لفك هذه الأزمة ولا يكتفي بموقف المتفرج.. ويعجبني هذا الشاب المبادر حين تسأله ما دفعك للمبادرة والتفاعل الايجابي فيبادرك بحديث المصطفى -عليه الصلاة والسلام- «من نّفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة». هناك شباب رائع يمثل دور رجل المرور، ويقف بجانبه ويدعمه كمتطوع في مواقف مختلفة وفعاليات مرورية كثيرة... ونرى مشاركات الشباب في منظمات خليجية ودولية للسلامة المرورية.. ولو لم يكن تفاعلا مباشرا واكتفى بالمشاركة عن بعد أو الإعلان عن تواجد مثل هذه المنظمات وقيام المبادرات والفعاليات والدعوة إليها ودعمها كمتفرج من ضمن الجمهور الايجابي والمتفاعل مستفيداً في ذلك من التطور الدائم والسريع في وسائل التواصل الاجتماعي والتقني بوجه عام. ولعل الملتقى العلمي الثالث للسلامة المرورية بمسماه «شبابنا والسلامة المرورية» في العام القادم - بمشيئة الله - والذي تقيمه جمعية السلامة المرورية بمشاركة فاعلة من شباب وشابات لديهم حسّ وهمّ ممزوج بمبادرات تطوعية عملية خير شاهد على رؤيتنا المتفائلة الايجابية لمستقبل شبابنا لارتقاء المجتمع وتطوره، وبالتأكيد يشاركنا في تلك النظرة الايجابية الكثير والكثير -ولله الحمد-.. وإن غداً لناظره قريبٌ.