أكد علماء النفس أن الأزواج الذين كثيرا ما يتبادلون الابتسامات، يجدون في ذلك وسيلة فعالة للتخلص من التوتر الذي تسببه لهم الأحداث المرهقة في حياتهم المشتركة. ويمنح الضحك طاقة ايجابية ويساعد على التفكير بهدوء في المشاكل، واتخاذ القرارات بعيدا عن الضغوط. ورغم أن العلماء لم يتوصلوا إلى حد الآن إلى علم صحيح يدل المرء على الشريك المثالي، إلا أن بعض الدراسات تزعم أن هناك بعض الصفات التي يمكن أن تكون دليلا قويا على العلاقة العاطفية طويلة الأمد، مرجحين أن الحس الفكاهي قد يتفوق على المال والجمال في ضمان السعادة الزوجية. وصنف العلماء الابتسامة على أنها أبلغ لغات الجسد في التعبير عن العواطف، والوصفة السحرية لتخفيف وطأة الأعباء اليومية، ورجحوا أن الشخص خفيف الظل والقادر على إلقاء النكات والطرائف هو الذي يشد الانتباه دائما ويترك انطباعا جيدا لدى الآخرين أفضل حتى من كتابة عبارات مباشرة تعبر عن المشاعر، ونوهوا بأهمية إدراج روح الدعابة في قائمة الشروط التي على أساسها يجب اختيار شريك الحياة، كون الضحك ليس فقط مجرد رد فعل تجاه المواقف المضحكة، وانما وسيلة دفاع عن الحياة الأسرية والصحة أثناء المواقف الصعبة. وكانت بحوث سابقة في علم النفس التطوري قد توصلت إلى أن المرأة تفضل الارتباط بالرجل الذي بإمكانه أن يوفر لها حياة زوجية كريمة، وربطوا ذلك بالمسائل المادية، ولكن خبراء الأسرة يرون أن هذه الفكرة مغلوطة، وان المال من وجهة نظرهم لا يضمن السعادة ولا يساهم في ديمومة العلاقات الزوجية، مقارنة بصفة المرح التي قد تساعد الشريكين على التصرف بشكل أفضل إذا مرت علاقتهما بمرحلة حرجة. وأوضحوا أن المشاعر الإيجابية والكيفية التي يتعامل بها الشخص في حالات الضغط تعطي إشارات عن طباعه، فالرجل المرح يتصف بأنه غير عدواني ولا يمكن أن يؤذي زوجته، فيما تبدو المرأة التي تتميز بخفة الظل أكثر جاذبية وحيوية في عيون الرجل. وفي هذا الصدد أكد باحثون كنديون أن المرأة مستعدة للتغاضي عن عيوب الرجل إذا كان قادرا على أن يجعلها تضحك، ولم يستبعد الطب الحديث أن يكون للمزاج المرح دور في شفاء أخطر الأمراض، ولذلك أصبح الضحك والفكاهة من وسائل علاج المرضى. ويرى بعض الخبراء أن فائدة الضحك لا تقتصر على تحسين الحالة النفسية للمرضى، وانما تتجاوزها بشحذها قدرة الجسد على مقاومة الأمراض. وكشفت ابحاث أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي الإصابة بأزمة ثانية والتعرض لارتفاع ضغط الدم، والاستغناء عن تعاطي كميات كبيرة من الأدوية إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة يوميا.