يقولون يحلم الرجل بامرأة كاملة، وتحلم المرأة برجل كامل، ولا يعلمون أن الله خلقهم ليكمل بعضهم البعض، وليت الرجل والمرأة يفوقان من هذا الحلم المخملي المستحيل ويعيش كل منهما واقعه ويرضى بنصيبه. وحواري مع نفسي لا يتوقف طالما هناك قلب ينبض، فسألتها كيف السبيل إلى إقناع طرفي المعادلة بأن كلا منهما بحاجة إلى الآخر. رجل كامل ما وجد ولن يوجد، ومثله تماما بنت حواء فلا كمال لأي منهما بل هما غير مكتملين، يكملهما الخالق باتحادهما معا ليكون ذلك الكامل. تقول النفس في إجابتها لهواجسي لماذا يستمر الرجل والمرأة بذلك اللا معقول بل والمحال، ألا يكفيهما أحلام والحياة كلها أحلام في أحلام وإن شئت أفلام في أفلام؟! ولكن هناك بعض الأحلام ترهقك إذا استمريت فيها، ومنها حلم الرجل والمرأة بكمال أحدهما، لذلك تقول النفس إن الرضا بما حصل هو نهاية حلم لا يمكن أن ينتهي إلا بالرضاء والقبول، بمعنى أن حلم الكمال نهايته الرضا والقناعة. إلهي ما أعظمك تخلق كائنا وتلحقه بالآخر، تخلق نباتا وزرعا وتقرنه بالماء والأرض، الكل يحتاج للكل، وليت هذا الكل يدرك ذلك بدلا من الجنوح والبعد والذهاب والنكران والاستعلاء،، تقول النفس هل نستطيع أن نعيش وحيدين أو غير مكتملين؟! قلت لا ولكن البعض يحاول أن يحلم بالكمال في كل شيء ولا يستطيع إلى ذلك سبيلا، قالت النفس هل الإنسان يحب الشقاء، يتلذذ بالمعاناة، أجبت هي متعة العناء أو متعة الألم. سكنت النفس متعبة هي الأخرى قائلة مللت من حوارك فأنت في ذات الفلك ولا تستطع إلا أن تهذي وتتمنى، وتنسى أن كلا ميسر لما خلق له، وما أصابك لم يكن ليخطئك، ألا تؤمن بالنصيب وأن ما كتب لك سيصلك عاجلا أم آجلا، لذلك توقف عن حلم الكمال بشريكك أو بقادم الأيام، عش حياتك كيفما وصلتك وتذكر أن قدرتك محدودة وأن الأماني جميلة وأن الأحلام مهما كانت عذوبتها فلا تلبث أن تغادرك لتأتيك ثانية أو تودعك نهائيا، أليس الواقع أفضل تقول نفسي؟!