طبيعة الإنسان أن يكون عاملاً في المجتمع، وكأن المجتمع شخص واحد في فكره، وحريته ورأيه في جوانب كثيرة. كان الإنسان يعيش سابقاً كي يصبح صاحب بصمة أقوى بين أفراد المجتمع، لم يكن يعمل ليكون هو الأفضل. كان يعمل من أجل أن يكون مجتمعه، الذي يعيش فيه، وساعده على أن يكبر، هو الأفضل، كان الحسد نادراً حينها، والعطاء أكثر من البخل، أما بياض القلوب فهو ما كانوا يعيشون من أجله، لكون الكل كان يريد الخير للآخرين، أما الآن..! الآن أصبح المجتمع مكوَّناً من شخص واحد، وكل مجتمع مكوَّن من طائفة. أصبح الإنسان «مجموعة إنسان»، أحلم، وأحلم، وأريد، وأتمنى، «ولكن أين ما وجدته من هذا كله ؟». أصبحت العيون هي التي تعمل فقط. أصبحت أرى، وأتمنى، ولا أستطيع أن أصل إلى مطلبي، أحياناً لا يكون تقصيراً مني أني لم أصل، فقد يكون نقصاً في مجتمعات حولنا، ولم تكن معنا «أنا بمفردي لن أستطع الوصول، لكوني إنساناً، وضعيفاً». أما المرأة فتريد أحياناً أن تكبر في مجتمعها، ولكنها تخاف من «أنظار، وأقوال» بعضٍ ممَّن حولها، ولكن لو نقف معها سوف تكبر بنا، ومن أجلنا. وترى الرجل أحياناً يريد أن يعمل على نهج، وهو حر، ولكنه يخاف أن لا ينجح، أو لا يصل وذلك لأنه سلَّم نفسه إلى الخوف، فأصبح إنساناً بلا بصمة، فقط هو إنسان يتنفس. امرأة تحلم بالحرية، ومَن حولها يجهلون أحلامها، ورجل امتلك الحرية، ويمنعها على غيره. عش كي تكون ذا بصمة في مجتمعك، عش مع مجتمعات، واجعلها مجتمعاً واحداً، يعمل من أجله الجميع، كي ينهض، فنصبح أمة نرى البعيد قريباً، والمستحيل يتحقق، والحلم حقيقة. لا تستخدم عينيك كي ترى بهما فقط، انظر إلى حلمك بكامل جسدك، وإحساسك، كي تقول إنك إنسان ذو أمنيات، وأحلام. المرأة أمنيتها أن تكون أميرة، أما الرجل فأمنيته أن يمتلك أموال العالم، عندما تقرأ هذا، وتقول عنه مستحيلاً فأنت لست إنساناً مكتملاً، اعمل كي تمتلك، واجعل كلمة مستحيل حراماً على لسانك كي تصل إلى القمر بأقدامك، فالإنسان المكتمل هو الذي يعيش من «أجل شيء»، أما من عاش من أجل أن يقال عنه إنه «حيّ»، فهو ليس إنساناً هو «كائن حيّ».