أكد أخصائي براءات الاختراع في مكتب البراءات السعودي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، خالد بن أحمد الحازمي، أن كثافة التوعية ببراءات الاختراع أسهمت إسهاماً كبيراً في النهوض بها والإقبال عليها، مبيناً أن إحصائية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لعام 2014 كشفت عن منح المدينة 561 براءة اختراع. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الحازمي بعنوان "حقوق الملكية الفكرية" في قاعة كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية بجامعة الملك فيصل الخميس الماضي، بحضور نخبة من الأكاديميين والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وفي مقدمتهم عميد البحث العلمي الدكتور عبدالله بن يوسف الطاهر. وأضاف: إن الملكية الفكرية هي ما يبدعه الإنسان في جميع المجالات، مثل الاختراعات والمصنفات الأدبية والأعمال الفنية والرموز والأسماء والصور والتصاميم المستخدمة في التجارة، مبيناً أن أنواع الملكية الفكرية تنقسم إلى قسمين: حق المؤلف والحقوق المجاورة وتندرج تحتها المصنفات الأدبية المكتوبة (الكتب، والشعر، والروايات، والمسرحيات، وقواعد البيانات أو برمجيات الحاسب الآلي)، والمصنفات الفنية (الرسم، والتلوين، والحركة أو الصوت أو التصوير الفوتوغرافي، وفن العمارة)، فيما تنحصر الحقوق المجاورة في فنون الأداء والتسجيلات الصوتية والسينمائية، والملكية الصناعية، وتندرج تحتها براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية والعلامات التجارية. وعرف الاختراع بأنه فكرة يتوصل إليها المخترع وينتج عنها حل تقني لمشكلة معينة، في حين أن براءة الاختراع (وثيقة الحماية) هي وثيقة رسمية تمنح من قبل الجهة المخولة للمنح في البلد التي تم طلب الحماية فيه لأي موضوع من موضوعات الحماية ولمدة محددة، وهذه الوثيقة تعطي مالك البراءة الحق في منع أي تعدٍ على الاختراع دون إذن، مؤكداً أن حماية حقوق الملكية الفكرية من الأهمية بمكان؛ إذ إنها تعطي الحق المعنوي في الاعتراف بإبداع المخترع ونجاحه وتحقيق شروط المنح، ناهيك عن المردود المالي (الاقتصادي) نظير استثمار الاختراع وتحسين مستوى الحياة البشرية باستمرار (التنمية المستدامة)، ونقل التقنية وتوطينها وتطويرها لبناء مجتمع معرفي، والتنمية الاقتصادية باستقطاب رأس المال المحلي والأجنبي وفتح مجال الاستثمار المعرفي عن طريق التراخيص، ودعم وتحفيز الآخرين للبحث والتطوير على مستوى الأفراد أو الجامعات أو مراكز الابتكار، إضافة إلى الأهداف الشخصية الأخرى. وبين أن شروط منح براءة الاختراع هي: (غير مسبوق) بحيث يكون الاختراع جديداً ولم يكن مسبوقاً من حيث حالة التقنية السابقة، ويقصد بالتقنية السابقة في هذا المجال كل ما تحقق الكشف عنه للجمهور في أي مكان بالوصف المكتوب، أو الشفوي، أو عن طريق الاستعمال، أو بأي وسيلة أخرى من الوسائل التي يتحقق بها العلم بالاختراع، وتتمثل (الخطوة الابتكارية) في أن يكون الاختراع منطوياً على خطوة ابتكارية إذا لم يتيسر لرجل المهنة العادي التوصل إليه بصورة بديهية نتيجة التقنية السابقة المتصلة بطلب البراءة، و(قابل للتطبيق الصناعي)، موضحاً أن هناك موضوعات لا تعد اختراعاً كالاكتشافات والنظريات العلمية والطرق الرياضية ومخططات مزاولة الأعمال التجارية وقواعدها وأساليبها، أو ممارسة الأنشطة الذهنية المحضة أو ممارسة لعبة من الألعاب، وكذلك النباتات والحيوانات والعمليات التي في معظمها حيوية والمستخدمة في إنتاج النباتات أو الحيوانات، إضافة إلى طرق معالجة جسم الإنسان أو الحيوان جراحياً أو علاجياً وطرق تشخيص المرض المطبقة على جسم الإنسان أو الحيوان، ويستثنى من ذلك المنتجات التي تستعمل في أي من تلك الطرق.