التعثر في البداية يتيح لك المعالجة ويعطيك نفس التصحيح ويكشف لك مواطن الضعف قبل فوات الأوان. تعثر دانة الشرقية الخليج في بداية مشواره أمام الفتح والأهلي في دوري جميل أمر مقلق لجماهيره، ولكن لا ينبغي تحويل هذا القلق ليأس يتسرب في نفوس الخلجاويين. المسألة وما فيها أن الخليج يقدم كرة جميلة عندما يلعب في خط وسطه ويهيم بالهجوم، وينتكس عندما يدافع، وهي المعضلة التي عانى منها في المواجهتين الماضيتين لا أكثر ولا أقل، لذلك وصفت الوضع الخلجاوي بأنه مقلق قابل للتصحيح وبقوة لأسباب واقعية وملموسة. أولى تلك الأسباب أن الفريق يمتلك عناصر قادرة على تقديم مستويات رفيعة ونتائج مميزة مقارنة بالفرق التي تتساوى مع إمكانياته وطموحاته. وثاني تلك الأسباب أن مشكلة الفريق في خط دفاعه فقط وبعودة الكاميروني أمين بوبا إلى جانب الأردني إبراهيم الزواهره ستزول ربكة البداية المتعثرة في الدوري. ما أردت الوصول إليه في الملف الخلجاوي أن حصر تفكير هذا النادي في البقاء فقط سيدمر ثقافة وثقة امتلكها الخليج في الموسم الماضي، والمطلوب المحافظة على مكتسبات البقاء وعدم النكوص والعودة إلى الماضي. خارطة التغيرات التي حدثت في الفريق الخلجاوي ما بين طالع وداخل ليست بالكبيرة والبكاء على نغمة أن الفريق افتقد عناصر مميزة ساهمت في بقاء الدانة في جميل الموسم الماضي وظهرت نتائج مغادرتهم الخسارتين المتتاليتين من الفتح والأهلي منطق مبالغ فيه، بل ويزرع الشوك في مسيرة الفريق هذا الموسم، ومن الأفضل تدعيم فكرة الطموح إلى الأعلى بعد البقاء بمركز متقدم في الموسم الحالي. البداية في الموسم الماضي كانت مشابهة للموسم الحالي، والخليج تخطاها بنجاح تام، لم يقل مدربا ولم يفقد توازنه، والمنطق يقول إن إدارة وجمهور ولاعبي الخليج اكتسبوا خبرة المواقف الصعبة في دوري جميل من الموسم الماضي، وعليهم أن يستثمروها في هذا الموسم بصورة أفضل.