قال متحدث باسم الاممالمتحدة امس الجمعة إن المنظمة الدولية تخطط لجولة جديدة من المحادثات بين الاطراف المتحاربة في ليبيا الاسبوع القادم في جنيف في اطار جهود لتشكيل حكومة وحدة وإنهاء الازمة في البلاد. وغاب مندوبون من الحكومة الموازية عن حضور محادثات في المغرب هذا الاسبوع قائلين إنهم يحتاجون لمزيد من الوقت لتشكيل وفد تفاوض جديد بعد ان استقال عضو كبير من المفاوضين. وحضر ممثلون للحكومة المعترف بها دوليا المحادثات. من جهته، توعد تنظيم داعش في ليبيا بتصفية أمير تنظيم "جماعة المرابطين" في شمال مالي التابعة لتنظيم القاعدة الجزائري المختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس". وقال التنظيم في مذكرة أصدرها إن بلمختار (43 عاما) "مطلوب للقتل" من طرف "داعش" بسبب مشاركته في القتال ضد جنودها في مدينة درنة، وعرض صورة له وسيرة ذاتية مقتضبة عنه. وجاء في المذكرة أيضا أن بلمختار سبق أن "أُعلن عن مقتله أكثر من مرة، لكنه موجود في صفوف الصحوات". وهي تسمية يطلقها التنظيم على مجلس شورى مجاهدي درنة، الذي أعلن الحرب على التنظيم وطرده من المدينة بداية شهر يوليو الماضي. وعرّفت المذكرة بلمختار بأنه "قائد سابق في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وانشق عنها وأسس جماعة الملثمين، ثم قدم إلى ليبيا بعد الغزو الصليبي على مالي، واختبأ في درنة وأسس جماعة المرابطين". وقال التنظيم إن بلمختار "الآن يقاتل مع مجلس الردة في درنة ضد التنظيم، وأصيب أحد المعاونين العسكريين المقربين له في الاشتباكات مع جنود الخلافة، وتم علاجه تحت حراسة أمنية مشددة في مستشفى الهريش وأخرج سريعا". ورفض متحدث باسم "جماعة المرابطين" في شمال مالي التعليق على "مذكرة القتل" التي أصدرها التنظيم ضد "بلمختار". وتعد هذه أول مرة يؤكد فيها تنظيم الدولة في ليبيا وجود "بلمختار" داخل الأراضي الليبية بعد أن تحدثت مصادر غربية عديدة عن انتقاله إليها قبل أكثر من سنة، ونجاته من قصف أمريكي استهدف اجتماعا، قيل إنه كان يشارك فيه في مدينة أجدابيا الليبية في شهر يونيو الماضي. وكان المختار بلمختار قد أعلن عشية تنصيبه أميرا "لتنظيم المرابطين" في يوليو الماضي رفضه بيعة الأمير السابق للتنظيم "أبو الوليد الصحراوي" لتنظيم داعش وخليفته أبو بكر البغدادي، وتمسكه ببيعة تنظيم القاعدة وأميره أيمن الظواهري. كما أصدر تنظيم داعش عدة "مذكرات قتل" أخرى ضد ناشطين وقياديين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، بينهم "أبو موسى السوداني"، الذي عرفه التنظيم بأنه أحد أفرد كتيبة الفرقان التابعة لإمارة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي، واتهمه بأنه كان شريكا في القتال ضد "جنود التنظيم" في درنة، وكذلك "حفص الموريتاني" الذي قال التنظيم إنه كان يقاتل مع تنظيم القاعدة في منطقة الجبل الأبيض في الجزائر قبل أن يدخل ليبيا ويقاتل ضد تنظيم الدولة. ويأتي إعلان تنظيم داعش في ليبيا إهدار دم بلمختار مع عدد من عناصر تنظيم القاعدة ليعزز التوتر الحاصل في المنطقة بين أنصار التنظيمين، وسط مخاوف من انتقال الحرب بينهما إلى منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا، حيث أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هو الآخر دعمه موقف مجلس شورى مجاهدي درنة ضد تنظيم الدولة. وحمّل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي داعش مسؤولية القتال في مدينة درنة، قائلا "لئن تعددت الأسباب التي أوصلت إلى هذا الواقع المرير، فإن السبب الأبرز يبقى هو التصرفات غير المنضبطة شرعاً وعقلاً لجماعة داعش ليبيا التي ما فتئت منذ أن أعلنت الخلافة الإفساد في سائر الساحات، فأبطلت البيعات، وفرّقت الجماعات، وكفَّرت المخالف دون بيّنات، وسفكت الدم الحرام".