الجزائري مختار بلمختار، الذي أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها مقتله في غارة شنتها طائرة أميركية شرق البلاد، قيادي سابق في تنظيم «القاعدة» ومخطط لعملية احتجاز رهائن ضخمة في منشأة عين اميناس للغاز في الجزائر عام 2013 الذي شهد أيضاً إشرافه على خطة شن هجوم مزدوج بسيارات مفخخة في النيجر، حيث قتل 20 شخصاً. وكانت واشنطن رصدت مكافأة مالية قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات مؤكدة عن بلمختار الذي عُرِف بلقب «الأعور» بعدما فقد إحدى عينيه خلال قتاله مع الجهاديين في أفغانستان عام 1991، حين كان لا يتجاوز 19 من العمر، و «السيد مالبورو» بسبب شهرته في عمليات التهريب. وحكم عليه بالإعدام مرتين في الجزائر بتهم «الإرهاب الدولي والقتل والخطف». كما اتهم بالوقوف وراء اغتيال 4 فرنسيين في موريتانيا في كانون الأول (ديسمبر) 2007، وخطف كنديين اثنين عام 2008 وثلاثة إسبان وايطاليين اثنين في العام التالي. اسمه الأصلي ولد خالد أبو العباس، وولد في حزيران (يونيو) 1972 في غرداية التي تبعد 600 كيلومتر عن الجزائر العاصمة. وبعدما جذبته مآثر الجهاديين في قتالهم السوفيات في أفغانستان، عاد إلى الجزائر عام 1993، بعد عام على اندلاع حرب أهلية إثر إلغاء نتائج الانتخابات الاشتراعية التي فازت بها جبهة الإنقاذ الإسلامية. وانضم بلمختار إلى الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر التي شنت حملة عنف واسعة تخللتها مجازر ضد مدنيين أثناء محاربتها القوات الحكومية، وتدمير قرى بكاملها. وبرز بلمختار تحديداً من خلال معرفته بالمنطقة غير الخاضعة للقانون بين جنوبالجزائر وشمال ماليوالنيجر المجاورة. وتعزز هذا النجاح بشبكة تحالفات قبلية توطدت حتى بالزواج. وفي عام 1998، التحق ب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي انشقت عن الجماعة الإسلامية، وسيطر على طرق تهريب في صحراء جنوبالجزائر، ونفذ عمليات إرهابية وسرقة وتهريب. وبعد 9 سنوات تبنت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الأيديولوجية الجهادية ل «القاعدة»، وأطلقت على نفسها تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأنشأ التنظيم الجديد شبكة علاقات قبلية وتجارية واسعة في منطقة الساحل الأفريقي، إذ نشط بسهولة في المنطقة الصحراوية واستطاع جمع ملايين الدولارات عبر فديات مقابل إطلاق مخطوفين أوروبيين. ولاحقاً، أبعد بلمختار من دائرة القيادة في «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في شمال مالي بحجة تسببه في خلافات، كما شكك بعض عناصر التنظيم بولائه، والذي ظهر في رسالة لاذعة وجهها التنظيم لبلمختار، ونشرت غداة بدء الحملة العسكرية الفرنسية في مالي مطلع 2013. وبعد إخراجه من «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أنشأ بلمختار نهاية 2012 كتيبة «الموقعون بالدم». وبعد إعلان تشاد مقتله في نيسان (ابريل) 2013، تبنى بلمختار الاعتداءين الانتحاريين في النيجر مهدداً باستهداف البلدان المشاركة في العملية العسكرية في مالي. أما جماعة «المرابطون» بزعامته فتأسست عام 2013 عبر اندماج تنظيم»الموقعون بالدم» وحركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، إحدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013. وبايعت «المرابطون» في أيار (مايو) 2015 تنظيم «داعش» بلسان أحد قادتها. لكن بلمختار نفى ذلك مؤكداً التزامه ووفاءه ل «بيعة أيمن الظواهري (زعيم القاعدة) على الجهاد».