عرضت مؤسسة الدرر السنية على موقعها الإلكتروني في زاوية كتاب الأسبوع كتاب (الاختصارُ في التَّفسير)، وهو من تأليف علي بن سعيد بن محمد العمري. ويتكون الكتاب من 333 صفحة ونشره كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود في الرياض. وقد جاء في التعريف بالكتاب أنَّ مناهِجَ علماء المسلمين في التأليف مختلفةً، سواء في الصِّياغة أو في البِناء والمؤلَّف، ومن مناهجِهم التي ساروا عليها في مؤلَّفاتِهِم: الاختصارُ، وتناولوا بالاختصارِ جميعَ الفنون والمجالات. ومن بين هذه المجالات تفسيرُ القرآن الكريم؛ فهو مِن أكثر المجالاتِ التي حدَث فيها الاختصارُ؛ فالمخْتَصَراتُ في التفسير قد احتلَّتْ مكانةً عاليَةً ومنزلةً سامِيَةً بين تلك المؤلَّفَات. ولَمَّا كان الاختصارُ هو تقليلَ الكلام وحَذْف فُضولِه، والاقتصار على عُيونِه؛ فإنَّ تفسير القرآن في عصر السَّلَف كان مبنيًّا على الاختصارِ والاقتصار على بيان الآيات المُشْكلَة التي يَكْثُر السؤالُ عنها، ثم لم يَزَلْ يتَّسِع الكلامُ في تفسير آيات القرآن حتى شَمِلَ جميعَ آيات القرآن. ومع طُولِ الزَّمان زادتِ التَّفاسيرُ المطَوَّلَةُ والمخْتَصَرَة، وقام بعض المفَسِّرينَ باختصار بعض التَّفاسير المطَوَّلَة لأغراض متعدِّدَة، وقد كَثُرت هذه المخْتَصَراتُ في التَّفسير حتى أصبح طالبُ العِلْم في حاجةٍ لدِراسة علمِيَّة لهذه المختَصَرات تُبَيِّنُ المنهجَ العِلميَّ المتَّبَع في الاختصار، وضوابطَه وقوانينَه. وهذا الكتاب هو إضافَةٌ لمناهج التأليف في التَّفسير؛ من حيثُ ذِكْرُ المختَصَرات، وأسباب الاختصار، وأغراضُه، وشروطه، وفوائدُه وعيوبُه، وأثرُه في التَّفسير، إلى غير ذلك ممَّا يتعَلَّقُ بهذا المبحث. وقد قسَّم الباحِثُ كتابَه إلى قِسمينِ: قِسْم نظري لدِراسة الاختصارِ في التَّفسير عمومًا، من حيثُ مَفهومه، وأسبابه، وأنواعه، وشروطه، وفوائِده وعيوبه، وأثَره. والقِسْم الثَّاني: خَصَّصَهُ لدِراسةِ كتابَينِ مِن أشْهَرِ مختصراتِ التفسير وأقدَمِها؛ وهما: تفسير ابن أبي زَمَنِينَ الألبيري الذي هو مختصرٌ لتفسيرِ يحيى بن سلَّام البصري، والذي يُعَدُّ تفسيرُه من أَقْدَمِ كُتُب التفسير التي فَسَّرَتِ القُرآنَ كاملًا. والكتاب الثاني: هو تفسير البَغَوِيِّ الذي هو مُخْتَصَرٌ لكتاب لتفسيرِ (الكَشف والبيان) لأحمد الثَّعلبي. كما تَحَدَّث عن الموازَنَةِ بين الأصل والمختَصَر في جانب التفسير بالمأثور؛ في تفسير القرآن بالقرآن، وفي تفسير القرآن بالسُّنة، وفي القراءات، وفي أقوال الصَّحابة والتابعين، وفي الإسرائيليَّات، وفي الجانب العَقَديِّ. كما ذكَر قواعِدَ الاختصار في جانب التَّفسير بالرأي؛ ومنها: التَّقليل من المباحِث اللُّغويَّة التي ذكَرها الثعلبيُّ. ومن هذه القواعد أيضًا: الإبقاءُ على قَوْل الثعلبيِّ في بيانِ الفُرُوق بين الكلماتِ. ثم خَتَمَ الكتابَ بخاتمَةٍ ذَكَرَ فيها أهَمَّ النتائجِ التي توصَّلَ إليها.