عرضت مؤسسة الدرر السنية على موقعها الإلكتروني كتاب (التفاسيرُ المختَصَرَة- اتِّجاهاتُها ومناهِجُها) وهو من تأليف محمد بن راشد البركة ويتكون الكتاب من 987 صفحة ونشره كرسي القرآن الكريم وعلومه في جامعة الملك سعود بالرياض. وأصل الكتاب رِسالة دكتوراة، من قِسم القرآن وعلومه في جامعة الإمام محمَّد بن سعود بالرياض. وقد جاء في التعريف بالكتاب أن من مَظاهِرِ عنايةِ أهلِ العلم بكتابِ الله تعالى التصدِّي لبيان معانيه ونَشْر عُلومه، فألَّفوا في تفسيره أنواعَ المصنَّفَات في سائرِ الاهتمامات، ومِن ذلك تنويعُهم فيها بين البَسْط والتَّوسُّط والاختصار. وهذا الكتابُ هو دراسةٌ للتفاسير المختَصَرَة من حيثُ تحديدُ المراد بها، وإحصاؤها، وبيانُ أبرز الظَّواهر المتعلِّقة بها. وذكَر المؤلِّف في المقدِّمَة أهمِّيَّةَ الموضوع، وسببَ اختياره، وخُطَّةَ البحث، ومنهَجَه فيه، ومِمَّا ذكره في المنهجيَّة المتَّبَعَة في البحث: أنَّه اقتصرَ في دراسة مناهج المؤلِّفين في التفاسير المختَصَرَة على ما وقعَ له ممَّا هو مطبوعٌ مِن التفاسيرِ المقبولةِ في الجملةِ دون تَفاسيرِ الرَّافِضَة والإباضيَّة وغُلاةِ الصُّوفِيَّة، ولم يُدْخِلْ في الدِّراسةِ التَّفاسيرَ المخْتَصَرَة غير الكاملة، وكذلك لم يُدْخِلْ في الدِّراسة التفاسيرَ المشْتَهِرَة بأنَّها تفاسيرُ أصولٍ، وإنْ كانت في الأصل مختصَرَةً من غيرها؛ كتفسير البَغَويِّ والبيضاوي، لكنَّه تناوَلَها من جِهةٍ أخرى غيرِ دراسةِ مناهجِها. ثم قام بعمل مقارَنَة بينهما وذكر أنَّ مختصَر الدُّقْر أوسعُ مادَّةً من مختصَر قطب، وذكَر أنَّ كلامَهما متقارِبٌ من حيث تفصيلُ منهجهما في الاختصار، وأنَّهما تابَعَا الخازِنَ على تفسيره للأسماء والصفات حسب عقيدته الأشعريَّة دون تعليقٍ أو إيضاح، وإنْ كانا قد حذفَا كلامَه المتضمِّن للتأويل في أحيان أخرى. وبعدها تناوَلَ بالدِّراسة مختصَراتِ تفسير ابن كثير المطبوعة، وذكر منها خَمْسَةَ عَشَرَ تفسيرًا؛ وممَّا ذكره: عمدة التفسير لأحمد محمد شاكر، وتيسير العليِّ القدير لنسيب الرفاعي، والتيسير لتفسير ابن كثير للدكتور عبدالله آل الشيخ، والمصباح المنير بإشراف المباركفوري. وذكَر أنَّه تكاد كلمةُ الباحثين تُجْمِع على أنَّ مختصَر الشيخ أحمد شاكر هو خيرُ مختصَرات تفسيرِ ابن كثير في الجُملة، وكذلك من المختصَرات التي لاقت قَبولًا وانتشارًا تيسيرُ العليِّ القدير لنسيب الرِّفاعي، والمصباح المنير للمباركفوري. والكتاب جيد في بابه خاصة للمهتمين بالتفسير.