انفرجت أسارير الجماهير الرياضية السعودية والعربية بقدوم مباريات الاسبوع الاول من دوري جميل3، لكننا لم نلمس مستويات مدوية ومذهلة من غالبية الأندية، بل فوجئنا بمستوى مترد وخيبات، وأداء رديء حافل بالتخبط، وفضح الدوري هشاشة استعداد الفرق ولفتني شيوع مسارح الاختراقات التي تنذر بصراع مفتوح يغلي بالتصدعات، وصدمّت بانعطافات أيقظت جمر النصر والاهلي (فرسي الرهان في الموسم الماضي) إثر تعرضهما لهزتين غير مسبوقتين وبقراءة هادئة للخطوات العريضة لمنافسات الجولة الاولى أقول: تعثر النصر حامل اللقب في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه هجر الذي اعتبر التعادل فوزاً وتفوق بالروح القتالية وبأس الارادة وبدا النصر مفككاً وعاجزاً عن ايجاد الحلول والبدائل، وصدم المتابعين والاعلاميين بمستوى تكتيكي عقيم لا يليق ببطل الدوري، والعالمي يحتاج لسياسة نشطة وحازمة لإعادة التوازن والاستقرار. ويبدو أن التعاون بات عقدة الاهلي، قضى على آماله في إحراز بطولة الدوري الموسم الماضي بالتعادل، وعاد ووقف حجر عثرة في افتتاح الدوري الحالي بعد أن فرض التعادل السلبي على الاهلي بمباراة متكافئة وباهته وخالية من التقنية والابداع من الطرفين وأنقذ المسيليم مرمى الاهلي من عدة فرص وأهداف. الواقع أن هلال هذا الموسم لا يشبه هلال المواسم الثلاثة الماضية وفوزه بكأس السوبر أعطاه دفعة حتى بات بأحسن حالاته وهو قادم للثأر واستعادة الهيبة، ولم يجد ادنى صعوبة في هزيمة الوحدة بهدفين مبكرين، وهدأ في الشوط الثاني واتبع نهجاً كلاسيكياً بطيئاً ولم يكن الوحدة سيئاً وقدم أداءً جماعياً وقتالياً افتقد إلى الخبرة. وتخطى الفتح بسهولة الخليج على أرضه بهدفين نظيفين مما يوحي بعودة أبواب الأمل وبقدوم قوي للنموذجي عطفاً على الاداء الجماعي والجمالي، ونأمل من الخليج عدم تكرار سيناريو الموسم الماضي (البداية تهاون وقبل النهاية صحوة وانقاذ) فكل مرة لا تسلم الجرة، ومن يتهاون في سنبلة يتهاون في حقل!. وفوز الاتحاد بجدارة على نجران بهدفين أعاد له مشاعل العودة القوية وفتح صفحة جديدة ومشرقة ومشوقة للحصاد، ونجران سيعاني نفسياً من لعب مبارياته خارج أرضه وهذه مهمة ليست سهلة وبدا عليه الخوف والتردد وعدم الاستقرار. فريق الفيصلي من حيث المستوى كان بعيداً ولم يكن سعيداً، كان مشهد خسارته غريباً ومفجعاً ومذهلاً أمام فريق القادسية (ضيف الدوري) الذي هزمه ولقنه درساً قاسياً وأعاده إلى المجمعة مثخناً بآلامه، وبرع فارس الخبر وكان عند حسن الظن وفاق التوقعات، وهضم قواعد اللعبة ونال بجدارة أول ثلاث نقاط. و(كوى) الشباب ضيفه الرائد بناره، وجاء الشوط الاول باهتاً وكان باب الاهوال والتخبط مفتوحاً على مصراعيه، وتحسن الحال في الثاني الذي شهد ولادة الاهداف الاربعة، ونؤكد أن هدف الشباب الثالث كان (مزيفاً) لأن مُسجله (خيرالله) أصلح الكرة بيده، عموماً الشباب هو الافضل وهجماته أكثر وأخطر، بينما كان أداء الرائد بطيئاً وعانى من ركاكة تجانسه ويحتاج لورشة إصلاح وقطع غيار. أخيراً آمل أن يزول المستوى المتقلب لدى غالبية فرق جميل، وأن نستمتع بعروض أقوى وأفضل وأمتع في الاسابيع المقبلة، وإلى اللقاء.