استأثرت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باهتمام رسمي وسياسي لبناني، حيث تميزت لقاءاته في أمس الأول مع الرؤساء الثلاثة بمطالب متبادلة. فيما شدد الجانب اللبناني على الخرق الاسرائيلي المستمر للقرار 1701 وطالب بدعم لبنان في ضمان حدوده البحرية، اثار أمين عام الأممالمتحدة موضوع سلاح «حزب الله» وقدم جملة نصائح، أوردها في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول في مقر اقامته بفندق «فينيسيا انتركونتيننتال»، اثر محادثات أجراها في قصر بعبدا (الرئيس) والسرايا (مقر الحكومة) وعين التينة (مقر رئيس مجلس النواب). وأبدى بان كي مون «قلقه» من غياب اي تطور لنزع السلاح في لبنان. وقال: «المسألة تتعلق بالقدرات العسكرية لحزب الله، لذلك ناقشت الموضوع في شكل جدي جداً ودعوت، بقوة، الرئيس ميشال سليمان الى اعادة اطلاق الحوار الوطني، فالاممالمتحدة ملتزمة بعمق رؤية نزع السلاح خارج اطار الدولة».وتوقع «ان يواصل لبنان دعمه وتطبيقه لالتزاماته كاملة حيال المحكمة الدولية». وعن امكان موافقة الاممالمتحدة على طلب محتمل تقدمه الحكومة اللبنانية لتعديل البروتوكول مع المحكمة، قال: «تعلمون ان مهمة انتداب المحكمة ستنتهي في شباط، وبموجب الاتفاق بين لبنان والمحكمة يجب تمديد البروتوكول. اما مدة الانتداب فسأقررها بعد مناقشات مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن».وحض بان كي مون القيادات على استقبال النازحين السوريين «على اسس انسانية وعدم اعادتهم الى سوريا». وحض القيادات على استقبال النازحين السوريين «على اسس انسانية وعدم اعادتهم الى سوريا». وجدد انتقاده «الخروق الاسرائيلية»، واصفاً اياها بأنها «انتهاك للقرار 1701». وجدد انتقاده «الخروق الاسرائيلية»، واصفاً اياها بأنها «انتهاك للقرار 1701». وقدم الرؤساء اللبنانيون الثلاثة بحسب معلومات «اليوم» للأمين العام مقاربة موحدة حول الأولويات اللبنانية ولا سيما ما يتصل بالوضع في منطقة الحدود اللبنانية الفلسطينية، انطلقت من تأكيد الالتزام الكامل بالقرار 1701، مطالبة الاممالمتحدة بحمل اسرائيل على وقف خروقاتها المستمرة للسيادة اللبنانية، وتمسك لبنان بالقوات الدولية ورفض وإدانة الاعتداءات عليها. كما ركزت بشكل اساسي على موضوع الحدود البحرية ومطالبة الاممالمتحدة بمساعدة لبنان في مجال تثبيت حدوده البحرية وفق الوثائق الرسمية التي أودعها لبنان الأممالمتحدة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بإحباط اية عراقيل قد تفتعلها اسرائيل لمنع او اعاقة اعمال التنقيب عن النفط والغاز الذي يستعد لبنان لإجرائها ضمن حدوده الخالصة والاستفادة من ثروته البحرية من النفط والغاز. ولاحظت «اليوم» انه سبق زيارة الأمين العام حركة استشارات رئاسية بين بعبدا وعين التينة والسرايا مع قوى وشخصيات سياسية في الأكثرية، ومن بينهم «حزب الله» لتنسيق الموقف حيال موضوع المحكمة. وعلمت «اليوم» ان الامين العام ابلغ الرئيس ميشال سليمان انه اختار الدبلوماسي البريطاني ديريك بلامبلي منسقاً خاصاً للامم المتحدة في لبنان خلفاً لمايكل وليامس. فيما خلصت مصادر القصر الجمهوري في معلومات ل»اليوم» «ان رئيس الجمهورية حرص خلال اللقاء على تأكيد تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 ووجود قوات اليونيفيل من دون تغيير قواعد الاشتباك التي نصّ عليها القرار، وضرورة مواكبة الأممالمتحدة لترسيم حدود لبنان البحرية بينه وبين فلسطينالمحتلة بما يتلاءم مع حق لبنان في البدء بالتنقيب عن النفط». وعقد بان كي مون اجتماعا مع الرئيس ميقاتي لم يتطرق خلالها الى المحكمة الخاصة بلبنان لا من قريب ولا من بعيد، بل تناول مواضيع سياسية وأخرى تتعلق بالجنوب اللبناني. رجحت مصادر وزارية ل»اليوم» أن يكون ملف المحكمة طرح في اللقاءات المغلقة التي جرت بين الطرفين، وليس في اللقاءات الموسعة.واوضحت المعلومات انه من المقرر ان يلتقي بان كي مون بعد تفقده القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في الجنوب، شخصيات في المعارضة، بينها الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد. واستغرب الرئيس سعد الحريري في دردشة على موقع «تويتر» اعتراض البعض على زيارة بان كي مون لبيروت». مذكّراً بأن «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تقوم بعملها بغضّ النظر عن الزيارة». ولاحظت «اليوم» أن الدولة اللبنانية اتخذت إجراءات أمنية مشددة حول وفي فندق «فنيسيا» حيث يمكث الأمين العام بالإضافة الى الطرقات المؤدية إلى ومن مطار رفيق الحريري الدولي.