من منا لا تفرحه الهدية وتسعده ساعة تسلمها، إنها اللحظة التي ستبقى خالدة في قلب ووجدان متلقي الهدية، كما هي كذلك في نفس مهديها. إن القيمة الحقيقية للهدية ليست في الثمن الذي دَفع لشرائها، بل الطريقة التي قُدمت بها، والمناسبة التي أكسبتها قيمتها، والشخص "المانح" الذي جعل من الهدية مكانة في نفس المتلقي. ما زلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم عندما رافقت أبي لشراء هدية نجاحي من الصف الأول الابتدائي، (نعم) لم تكن دراجة جديدة لكنها جميلة ونظيفة والأفضل من بين الهدايا التي حصلت عليها، وذلك لوقعها المعنوي على نفسي. إن اقتران الهدية بالنجاح هو إحساس إيجابي يعبر عن الإنجاز والتقدير والمؤازرة والرضا بالنتائج، وعليه.. أصبح للنجاح قيمة إضافية في عين الطالب عززها وجود الهدية ومهديها. إن تأثير الهدية وحفلات النجاح والتخرج لها وقع إيجابي كبير على نفسية وسلوك (الطالب/الطالبة)، خصوصاً عند بلوغ الهدف الذي وضعه هو بنفسه أو رَغب والداه بلوغه وإنجازه، ودافعاً معنوياً للبدء بحماسة في الخطوة المستقبلية التالية. هناك من يرى أن كثرة الهدايا وإقامة حفلات النجاح فيها الكثير من المبالغة والاسراف المالي لمجرد إتمام طفل مرحلة رياض الأطفال أو اجتيازه المرحلة الابتدائية، لكن هي ليست كذلك إن نظر إليها على أنها استثمار مستقبلي يصب في تعزيز شخصية «الفرد الناشئ». إن إحساس الطالب بالدعم والمساندة المعنوية والمالية عند النجاح من قبل الأب والأم تكسبه الطمأنينة والاستقرار النفسي والسلوكي، ومؤشر إلى أن ما قام ببذله من جهد وعمل طيلة العام الدراسي قد أتم حصاد ثماره. ومشاركة الأهل في إقامة الحفلات وتقديم الهدايا ما هي إلا لزرع الثقة في نفسه ورسالة غير مباشرة بأنه كُفء وقادر على تحمل المسؤولية وأنه "أهل لذلك". إن وقع الهدية عظيم على النفس البشرية، فلا تبخل عزيزي الأب ويا عزيزتي الأم عن منح أبنائكم الحب والحنان بين الفينة والأخرى بتقديم الهدايا والمفاجآت، وألا تقتصر على نهاية العام الدراسي. مدوا لهم يد العون والمساعدة واجعلوا من عطاياكم ذكرى تُخلد في حياتهم ونفوسهم.