تطالعنا الصحف من وقت لآخر بأخبار مفادها أن حقوق الإنسان تحقق في موضوع ما، ومع تقديرنا لجهود حقوق الإنسان المتواضعة فإن السؤال المطروح هنا: هل حقوق الإنسان بفرعيها الحكومي وغير الحكومي تحقق أم تتحقق؟! والمفهوم لدى الجميع أن نشاط هذه الهيئات وعلى مستوى العالم هو التحقق من معلومة وحدث ما أو قضية بعينها تتثبت منها ومن ثم تنشئ ما يسمى ملف القضية بكل مندرجاتها وتتابعه مع الأجهزة (المعنية)، لكن أن تحقق فهذا فيه لبس علينا لأن المعروف أن هناك جهات أخرى أنيط بها التحقيق، إلا إذا كان الأمر يختلف هنا، فمن واجب حقوق الإنسان (التي نجلها جميعا) أن توضح مهمتها للعموم على الرغم من أن القرارات المنظمة لعمل حقوق الإنسان أوضحت دور حقوق الإنسان وآلية عملها، وقد يكون الخبر مختلطا على من كتبه أو نشره فبدلا من أن تتحقق حقوق الإنسان أصبحت تحقق!! إن إيضاح دور وعمل حقوق الإنسان باستمرار يخلق ثقافة من نوع يستطيع الجميع التفاعل معها وتعزيزها في أذهان الناس، وفي هذا المقام ليسمح لنا القائمون على حقوق الانسان أن نسألهم لماذا مازالت نشاطات الجمعية والهيئة المتواضعة لا تتعدى تقريرا هنا أو هناك؟! وإن كان النشاط أكبر فلماذا لا يعرفه الناس ويتفاعلون معكم ومنكم وإليكم؟! إن الهدف من حقوق الإنسان عظيم، فهي الراصد لمكامن الخلل في الأداء وتصويبه نحو الإصلاح، وإذا ما تمت المقارنة وعلى سبيل المثال مع هيئة مكافحة الفساد والتي انشئت بعد حقوق الإنسان ترجح كفة نشاط وجهود هيئة مكافحة الفساد فهي حاضرة في كل مجال ولها صدى مسموع، فلماذا يا أحبائي في حقوق الإنسان العجلة عندكم تسير ببطء وأنتم أهل الكفاءة والمقدرة رغم التجاوزات المتكررة التي تحصل في مجتمعنا في مجال حقوق الإنسان؟! فهل نجد جوابا أو عملا أسرع وجهدا أكبر؟ فالحمل ثقيل ولكن بتوفيق الله ودعم ولاة الأمر أنتم لها أهل.