هو شاعر وكاتب سعودي شارك في عدد من مهرجانات الشعر والأمسيات الشعرية في كل من بيروتوالقاهرة والمغرب، صدر له عدة دواوين منها «أيقونة شعري»، "لكل شاعر حكاية"، "مداد من غيوم"، "حديث الشفق"، "ملامح من حياة عدد من الشعراء على مر العصور"، وأخيرا رواية "أحجار في قارعة الطريق"، وسوف ينشر له قريبا ديوان "كأن شيئا لم يكن"، شارك في العديد من المهرجانات ومعارض الكتاب الدولية.. وأقيمت له ندوات بالأندية الثقافية الأدبية والمجلس الاعلى للثقافة المصرية، انه الشاعر والاديب سعد الغريبي الذي كان ل"الجسر الثقافي" معه هذا الحوار: تشابه كبير كيف يرى المبدع سعد الغريبي الكتابة الادبية الابداعية المعاصرة في المملكة، خاصة انه من خلال التواصل الاجتماعي ازداد التقارب والتعارف بين أبناء العالم وأصبح باستطاعة المهتمين متابعة بعضهم في أي صقع من العالم وبالتالي تلاشت الفوارق التي كانت تميز بلدا عن بلد آخر؟ * الكاتب العربي أصبح مقروءا ومفهوما من كل أبناء العرب، وبخاصة إذا كان يتحدث عن الهموم العربية المشتركة.. وتبقى الكتابة الخاصة عن الإقليم الذي يستوطنه هذا العربي هي ما تميز كاتبا عربيا عن آخر، وحتى في هذه هناك تشابه كبير بين الظروف التي يعيشها العرب جميعا وبالتالي لا أرى فارقا كبيرا بين مبدعي المملكة وغيرهم من مبدعي الوطن العربي.. يتأكد لي هذا كلما التقينا في مهرجان أو ملتقى يضم عددا من أبناء الوطن العربي. تحريك المشاعر ماأسباب تحول أشعارك من العاطفي إلى الوطني؟ * معظم الدواوين التي قدمتها تنتمي للشعر العاطفي والوجداني، ولكن في ظل الاحداث الدامية التي يشهدها الوطن العربي من مشاهد القتل والعنف بسبب الجماعات الارهابية "داعش" وغيرها، اضحى للابداع دوره في تحريك المشاعر الوطنية داخل كل عربي، ولأن للشاعر دوره في ترجمة هذه المشاعر عبر قصائده، خرجت أشعاري لتعبر عن هموم الأمة العربية. ماذا عن رواية (أحجار في قارعة الطريق)؟ لماذ اخترت هذا العنوان؟ * رواية أحجار في قارعة الطريق رواية محلية تتحدث عن صعوبات تواجه الفتاة السعودية المغتربة للتعليم والعمل، لكن ليس في بيئة الابتعاث، بل في موطنها بعد العودة، وهذه الرواية مثال لما ذكرته قبل قليل من أن المشكلات التي تواجه المواطن العربي متشابهة، ولذلك كثير ممن قرأ الرواية من غير السعوديين أكدوا أن ما ذكرته من عقبات تواجه الفتاة السعودية هي كذلك تواجه كل الفتيات العربيات.. الرواية صدرت في ديسمبر 2014 عن مؤسسة أروقة بالقاهرة وتمت مناقشتها وتوقيعها في مقر الدار من قبل د. رشا غانم ود. نانسي إبراهيم وإبراهيم السيد، ثم وقعت الرواية أيضا في معرض الرياض للكتاب في مارس 2015. العنوان يشير إلى هذه العقبات التي وقفت في وجه هذه الفتاة بعد سنوات قضتها في بريطانيا حتى نالت درجة الدكتوراة، وعملت بضع سنوات بعد تخرجها في الجامعة نفسها، وبالمناسبة فقد أثار العنوان حوارا مع الدكتورة نانسي إبراهيم أثناء مناقشة الرواية، وهل هذه الأحجار في أو على الطريق؟ وبينت أنها في الطريق وليست عليه، لأن ما يوضع على الطريق غالبا ما يكون للزينة أو للإرشاد، في حين أن ما في الطريق مطروح رغما عنا وهو الذي يعيق الطريق فعلا. ما هي الاعمال التي نوقشت فيها قضايا المرأة السعودية؟ وما هي أهم هذه القضايا؟ * تكاد رواية (أحجار في قارعة الطريق) تكون أكثر الأعمال التي ناقشتُ فيها قضايا المرأة مباشرة.. قبلها صدر لي ثلاثة دواوين شعرية وكتاب خواطر تناولت فيها قضايا المرأة بأسلوب غير مباشر، وعلى سبيل المثال في قصيدة (سيرة ذهبية) من ديوان (مداد من غيوم) تحدثت عن الأديبة أو الفنانة التي تريد الانتشار والظهور في سماء الإبداع، لكنها تخشى من كثرة الإشاعات والأقاويل عنها، ففي كل يوم يتحدثون عن سيرتها بشيء من المبالغة فأنصحها في نهاية القصيدة بأن تكتب سيرتها بنفسها حتى لا تترك للفضوليين سرد روايتها بأسلوبهم. وفي إحدى الخواطر التي تناولها كتاب (حديث الشفق) انتصار للمرأة المضطهدة من زوج يبدو سخيا لطيفا مع أصحابه وأصدقائه، لكنه يُري زوجته وأولاده الأمرين. هذا إضافة إلى بعض المقالات الاجتماعية التي أنشرها باستمرار في صحيفتين إلكترونيتين هما (الزمن) و(روافد)، وأتناول فيهما بعض قضايا المرأة الاجتماعية، لكن رواية أحجار في قارعة الطريق تحدثتُ فيها عن كثير من قضايا المرأة السعودية، وأولاها عادة حجز البنت لابن عمها، وهي قضية قديمة باتت الآن في طور الانحسار، ومع ذلك لا تزال بعض الأسر تتخاصم بمجرد رفض ابنة إحدى الأسرتين لقريبها المتقدم لها.المشكلة الثانية التي تناولتها الرواية هي الرؤية المعيبة للمبتعثة ولأهلها وكأنها ارتكبت جرما، ناهيك إن عادت ببعض الأفكار غير التقليدية كأن تفكر في الزواج من زميل لها تعرفت عليه من غير موطنها. هناك أيضا مشكلة انتقال الموظفة لمقر عملها في ظل انعدام وسائل المواصلات العامة، والاعتماد الكلي الاضطراري على ولي الأمر أو على السائق الخاص. تعرضت الرواية أيضا إلى هيمنة الرجل على المرأة والتحكم في طريقة نيلها حقوقها المشروعة، فالزوج هو الذي يتحكم في مشاركة زوجته في الأنشطة الثقافية والفكرية والأدبية سواء أفي داخل البلاد أم خارجها، والمدير - وهو غالبا رجل - هو الذي يقرر ترشيحها لأي مناسبة ثقافية، والمسؤول عن النشر هو من يبت في ما يصلح للنشر وما لا يصلح من وجهة نظر شخصية بغض النظر عن الموضوع وأهميته. هناك أيضا قضية المرأة بلا زوج، فالمجتمع لا يسمح للمرأة أن تظل بلا زوج فيستمر في شحن الفتاة حتى تتزوج ولو كان من أجل إسكات ألسنتهم، وإن طلقت بعد ذلك عدّوا ذلك عيبا فيها عليها معالجته بالرجوع إلى زوجها ولو اضطرها ذلك لقبول كل عيوبه الظاهرة والمستترة. كيف يقرأ الغريبي حركة المشهد الثقافي السعودي المعاصر من خلال اهتمامه بالكتابة؟ * أرى خفوتا في صوت المشهد الثقافي السعودي، فهناك مثقفون وهناك إنتاج فردي لكنه لا يكاد يبين؛ وذلك بسبب قلة المنابر الثقافية التي يمكن من خلالها الإعلان عن هذا المشهد.. الأندية الأدبية محدودة في المدن الرئيسة ولها مواعيد محددة ومرتبطة بالعام الدراسي وكأنها فصول دراسية، والقناة التلفازية الثقافية الوحيدة لا تواكب الأحداث وليس لها حضور إلا في المناسبات الكبرى مثل معرض الكتاب وسوق عكاظ، ووزارة الثقافة والإعلام تمنح الفسوحات للكتب ولا تفرق بين ما يسمى تأليفا أو تجميعا، ولا بين ما يعد إضافة حقيقية للمكتبة العربية والمحلية وبين ما يكون عبئا عليهما، وبعد تكبد المؤلف نفقات الطباعة تتخلى عن دعمه بشراء مؤلفه نظرا لكثرة ما ألف وعدم قدرتها على دعم الجميع، والموزعون يحصدون جهد المؤلفين ويبخسونهم حقوقهم حتى لا يجد المؤلف وسيلة لانتشار كتابه إلا بتوزيعه على أصدقائه ومعارفه. كيف تعيش الفكرة من خلال نصوصك التي تقدمها؟ * هناك أفكار عابرة أو جزئية تلوح حينا، فإن سجلت في وقتها وإلا فإنها سرعان ما تختفي، لكنْ هناك أفكار تظل مسيطرة على التفكير دوما ولا يرتاح منها المبدع إلا بعد ترويضها وإخضاعها لسطوة القلم، ولذلك يشعر المبدع متى ما انتهى من نصه أن همًّا عظيما انزاح عن كاهله. أين موقع الاديبة السعودية من المنافسة على المستويين العربي أو العالمي؟ * الأديبة في أي وطن هي جزء من نسيج المجتمع، والذي ألحظه هو انعدام التنافس في المجالات الأدبية في الوطن العربي، فلا أرى من يشار إليه بأنه من الرموز، بعكس الجانب العلمي الذي أرى التنافس خلاله قائم على قدم وساق.فالمرأة السعودية المتخصصة في المجالات الطبية والعلمية حققت مراكز متقدمة ومرموقة منافسة ليس على مستوى الوطن العربي، بل على المستوى العالمي. ماذا عن آخر المستجدات في أعمالك؟ وماذا عن الديوان الذي ما زال تحت الطبع؟ * هو ديوان سميته (كأن شيئا لم يكن) انتهيت من ترتيبه، وبناء على تجاربي السابقة في النشر أحاول أن أجد ناشرا له قدرة على التوزيع لأن التوزيع أهم من النشر. فمعظم الناشرين يقبضون ثمن الطباعة مقدما، ولذا لا عجب إن لم يجهدوا أنفسهم أو مؤسساتهم في التوزيع ولا يهمهم أين يذهب الكتاب بعد ذلك. هذا الديوان يتألف من اثنتين وثلاثين ما بين قصيدة ومقطوعة وكلها من الشعر الموزون العمودي أو التفعيلة، يتنوع بين القصائد الوجدانية وقصائد الشأن العام والقصائد التي تتناول قضايا وطننا العربي الكبير. غلاف (لكل شاعر حكاية) غلاف (أيقونة شعري) غلاف (مداد من غيوم)