في يوم 17 يونيو 1985م انطلق المكوك الفضائي ديسكفري من قاعدة إطلاقه في كيب كانفرال بولاية فلوريدا متجها للفضاء الخارجي في الرحلة رقم (إس تي إس- 51جي) حاملا معه سبعة رواد فضاء ومن ضمنهم شاب سعودي كأول رائد فضاء عربي مسلم وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وقد كان معه في هذه المهمة طاقم مكون من (دانيل براندستن- جون كرايتون- شانون لوسيد- جون فابيان- ستيفن ناغل- باتريك بودري). وطاقم الاحتياط وهم (المقدم طيار عبدالمحسن البسام وجان كريستيان). وقد كانت هذه المهمة من أنجح المهام وأخطرها بسبب دقة وضع قمر صناعي في مدار أعلى بكثير من سير مكوك الفضاء. وأحد هذه الأقمار كان عرب سات والذي تم إطلاقه من مدار المكوك من على ارتفاع حوالي 380 كيلو مترا وبعدها تم دفع قمر عرب سات إلى مداره المحدد سلفا على ارتفاع حوالي 40 ألف كيلومتر فوق كوكب الارض وقد لزاما على المكوك الابتعاد لمسافة آمنة قبل أن يتم استخدام الدفع الصاروخي المساعد (بي أى إم). واستمرت الرحلة سبعة ايام قطع فيها المكوك مسافة تبلغ حوالي 3 ملايين ميل وبسرعة تصل إلى أكثر من 17 ألف ميل في الساعة. وتم عمل الكثير من التجارب العلمية كان أحدها- حسب ما أذكر- تجربة خاصة بالسوائل والسوائل البترولية تم طلبها من قبل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ورغم أنني سبق أن شاهدت إطلاق مكوك فضاء كولومبيا, إلا أن منظر إقلاع المكوك ديسكفري هذه المرة كان مختلفا لأنه كان يشوبه شعور بالإعجاب والفخر والغبطة كون مواطن سعودي كان من ضمن الطاقم في إنجاز علمي كبير. والآن ورغم مضى 30 عاما على هذه الرحلة التاريخية, إلا أن الكثير لا يزال يحتفظ بذكريات بعضها كان له تأثير على اتجاه الكثير في ذلك الوقت لدراسة تخصصات علمية لها علاقة بالفضاء الخارجي. وقد رجع المكوك الفضائي بتارخ 24 يونيو 1985م ليهبط في قاعدة إدواردز الجوية بولاية كاليفورنيا. ولعلم القارئ فبرنامج المكوك الفضائي بدأ عام 1981م وتوقف نهائيا عام 2011م. وقد تم بناء 6 مراكب فضائية وهي (كولومبيا- تشالنجر- ديسكفري- إنديفر- أتلانتيس- إنتربرايس). والمكوك الاخير لم يتم استخدامه في الفضاء الخارجي, ولكنه كان لتجارب محددة يتم إطلاقه من على ظهر طائرة معدلة من نوع بوينع 747. ويتكون المكوك من ثلاثة أجزاء وهي: 1- المركبة المسماة أوربتر وهي التي يكون فيها الطاقم. 2- صاروخا الدفع المسماة بالبوستر وهذه يتم إسقاطها في المحيط بعد دقيقتين من الإقلاع ويتم التقاطها ليتم استخدامها مرة أخرى. 3- خزان الوقود الخارجي ويتم فصله بعد أن يتم استنفاد الوقود ولا يعود للأرض لأنه يحترق كليا ويتفتت عند رجوعه إلى الأرض بسبب سرعة سقوطه واحتكاكه بغلاف الأرض الجوي.