ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية الاربعاء الى 37 مدنيا، فيما قتل 13 اخرون جراء قذائف استهدفت احياء في دمشق، فيما تم الاتفاق على هدنة 48 ساعة في ثلاث بلدات سورية، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس. وقال المرصد: "نفذت طائرات النظام الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في غوطة دمشقالشرقية"، مضيفا انها تسببت بمقتل 37 مدنيا بينهم اربعة اطفال واصابة اكثر من 120 آخرين بجروح". واشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة. وطال القصف الجوي مدن وبلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا في ريف دمشق. وتظهر صور التقطها مصور لوكالة فرانس برس في مدينة دوما نحو 17 جثة موضوعة داخل اكياس بلاستيكية على الارض داخل مستشفى ميداني، وتبدو في صورة اخرى جثة طفلين قتلا جراء القصف الجوي لقوات النظام على المدينة. وفي صور اخرى، تظهر مجموعة من الجرحى مستلقين على الارض التي تغطيها بقع الدماء. وبين الجرحى اطفال يبكون والدماء تسيل منهم جراء اصاباتهم. رد وتأتي الغارات الجوية على ريف دمشق بعد ساعات على قصف مقاتلي الفصائل احياء عدة في دمشق "باكثر من 50 قذيفة صاروخية صباح الاربعاء"، بحسب المرصد. وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة أطلقوا عشرات الصواريخ على وسط دمشق قبل زيارة يتوقع أن يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعاصمة السورية. وقال المرصد إن حصيلة القصف ارتفعت الى 13 قتيلا على الاقل، عشرة منهم مدنيون، بالاضافة الى اصابة ستين شخصا اخرين بجروح خطرة. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن سقوط "قذائف أطلقها ارهابيون ينتشرون في الغوطة الشرقية على احياء سكنية في مدينة دمشق"، مشيرة الى انها تسببت بمقتل خمسة اشخاص واصابة 55 اخرين بجروح. وطاولت القذائف احياء عدة في دمشق ابرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز ومحيط السفارة الروسية ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين. وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران، لا سيما منطقتي الغوطة الشرقية والغربية المحاصرتين من قوات النظام. جرائم حرب اتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين المحاصرين في منطقة الغوطة الشرقيةلدمشق، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. ودعت المنظمة مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا. اتفاق هدنة يأتي هذا فيما بدأ تنفيذ اتفاق الهدنة الذي ابرمته مجموعات اسلامية مع قوات موالية للنظام في سوريا صباح الاربعاء لمدة 48 ساعة في عدة مدن سورية، حسب ما اعلن المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "انه تم تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في الزبداني (ريف دمشق)، والفوعة وكفريا (ريف ادلب) في شمال غرب البلاد عند الساعة السادسة صباح الاربعاء". وكان عبد الرحمن اشار الى ابرام اتفاق بين الطرفين على "وقف لاطلاق النار لمدة 48 ساعة في الزبداني" لافتا الى ان "الاتفاق تم بين مقاتلين من تنظيم احرار الشام ومقاتلين محليين من جهة وايران وحزب الله الشيعي اللبناني من جهة اخرى". وتدعم ايران وحزب الله عسكريا نظام بشار الاسد، وشن حزب الله اللبناني هجوما عنيفا في الشهر الفائت لطرد جماعات المعارضة من الزبداني. وما زالت بلدتا الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث الاكثرية من الشيعة، تحت سيطرة النظام ويحاصرهما مقاتلو المعارضة. واشار عبدالرحمن الى عدم التوصل بعد الى اتفاق نهائي يتعلق بخروج آمن للمقاتلين من الزبداني وادخال المواد الطبية والغذائية الى كفريا والفوعة. وسبق ان تم اقرار فترات هدنة في عدد من المناطق السورية لافساح المجال امام نقل المواد الغذائية والطبية الى المناطق المحاصرة.