قالت مصادر في المعارضة السورية، إن الأممالمتحدة تجري اتصالات مع أطراف محلية وإقليمية للتوصل إلى تفاهم لوقف قصف النظام السوري مدينة الزبداني مقابل وقف مقاتلي المعارضة قصف أربع قرى شيعية تضم موالين للنظام شمال البلاد، في وقت واصل الطيران غاراته على ريف حلب، ما أسفر عن مقتل حوالى 140 مدنياً منذ 11 الشهر الجاري. وأرسلت السلطات الإسبانية عناصر من استخباراتها إلى سورية لمعرفة مصير ثلاثة صحافيين إسبان اختفوا في منتصف الشهر الجاري. (للمزيد) ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن المستشار القانوني في «الجيش الحر» أسامة أبو زيد، قوله إن الأممالمتحدة اتصلت به لمعرفة واقع الأمر في بلدتي الفوعة وكفريا والتعرف إلى مطالب «جيش الفتح»، وأنه أكد للأمم المتحدة أن «الهجوم لم يكن على قائمة أهداف جيش الفتح إلا أن هجوم النظام وحزب الله وحصار مدينة الزبداني دفعا إلى الضغط على كفريا والفوعة لوقف الحملة على الزبداني». وأشار أبو زيد إلى أن الأممالمتحدة اتصلت أيضاً بمعارضين في مدينة الزبداني للتعرف إلى مطالبهم «وسط أنباء عن دخول إيران على خط الأطراف الراغبة في وقف الهجوم على كفريا والفوعة وإدخال المساعدات إليهما». وأشار إلى احتمال إجراء اتصالات دولية مع تركيا للوصول إلى تفاهم. من جهة أخرى، أعرب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بعد زيارته طهران أول من أمس ووصوله إلى دمشق اليوم، عن «قلقه البالغ» على المدنيين في الزبداني. وأشار نقلاً عن مصادر محلية في بيان صدر الليلة الماضية، إلى أن الجيش النظامي ألقى عدداً كبيراً من البراميل المتفجرة على الزبداني، ما أدى إلى «مستويات غير مسبوقة من التدمير وعدد كبير من القتلى بين السكان المدنيين». كما أشار إلى قصف «جيش الفتح» قريتين شيعيتين في ريف إدلب، قائلاً: «في كلتا الحالتين حوصر المدنيون بشكل مأسوي وسط المعارك». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) و «حزب الله» من جهة، ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، مع تنفيذ الطيران الحربي والمروحي ما لا يقل عن 10 غارات، وسط سقوط صواريخ أرض- أرض. وقالت شبكة «الدرر الشامية» أمس، إن القوات النظامية «ارتكبت أمس مجزرةً مروعةً قتل فيها 18 مدنياً وجرح 35 آخرون جرّاء استهداف ريف مدينة الباب بحاويات متفجرة»، فيما قال «المرصد» إنه منذ 11 الشهر الجاري قتل 136 مواطناً مدنياً بينهم 25 طفلاً، جراء قصف طائرات النظام ريف حلب. في مدريد، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، وجود «عناصر من المركز الوطني للاستخبارات في سورية، ويساعدوننا» للعثور على الصحافيين الثلاثة الذين أعلن مساء أول من أمس عن اختفائهم، فيما أكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي: «لا نستبعد أي فرضية. حتى الآن الشيء الوحيد المؤكد هو أنهم مفقودون». وأعلن «المرصد» أن الصحافيين الثلاثة شوهدوا للمرة الأخيرة في حي المعادي في حلب في 13 الشهر الجاري. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف الدولي على ريف إدلب في 8 الشهر الجاري أدت إلى مقتل محسن الفضلي زعيم «مجموعة خراسان» الموالية لتنظيم «القاعدة»، في وقت تعرض قياديون في «جبهة النصرة» إلى سلسلة من محاولات الاغتيال في ريف إدلب في الأيام الأخيرة.