في عام 1984 كان عدد الجامعات في السعودية 7 جامعات بينما لم يكن في كوريا سوى 5 جامعات. هذه المعلومة ذكرها المعلق الرياضي الشهير الأستاذ علي داوود في معرض تعليقه على مباراة بين السعودية وكوريا في تصفيات آسيا لكرة القدم قبل قبل ثلاثين عاماً. في يوم الثلاثاء الماضي 28/7/2015 أعلنت كوريا الجنوبية انتهاء الخطر الفعلي لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" التي يسببها فيروس كورونا. جاء إعلان كوريا بعد أكثر من شهرين من ظهور أول حالة إصابة كورونا مما أدى لوفاة 36 شخصاً. في3/6/2015 مع تزايد الإصابات تعهدت رئيسة كوريا ببذل كل الجهود لمكافحة كورونا بعد أن أغلقت مئات المدارس وبدأت المواجهة الميدانية. ومع وفاة ثالث مصاب أغلقت 700 مدرسة وانهالت الانتقادات على معظم المسؤولين بعد الإعلان عن وضع 1600 شخص في الحجر الصحي. في اليوم التالي صرح نائب رئيس الوزراء شوي كيون بأن الحكومة والإدارات المحلية والقطاع الخاص والجيش والمدارس سيقومون بجهود شاملة لمواجهة مرض كورونا حتى منتصف هذا الشهرحيث يتوقع وصول التفشي إلى ذروته. وأضاف شوي من خلال مؤتمر صحفي في المجمع الحكومي في سيجونج سيتي، إن جميع حالات انتقال الفيروس حتى الآن كانت من خلال الاتصال بين أشخاص في المستشفيات، لكن القلق الشعبي يتزايد مع تزايد عدد المرضى وعدد الموضوعين في الحجر الصحي. ووسط هذه الظروف، أعلن المستشار الرئاسي للإعلام للصحافيين بأن "الرئيسة بارك أجلت زيارتها المخطط لها الأسبوع الجاري للولايات المتحدة في الفترة من 14 إلى 18 من يونيو، من أجل السيطرة على تفشي مرض كورونا ومن أجل رعاية وسلامة مواطنيها". في 8/6/2015 قامت السلطات في كوريا بمراقبة الهواتف النقالة للمواطنين الخاضعين للحجر الصحي في منازلهم لرصد تحركاتهم تجنباً لانتقال الفيروس عندما وصل عدد المصابين إلى 64 وبعد انتقادات لاذعة للحكومة لافتقارها للشفافية رضخت الحكومة للضغوط الشعبية، فأعلنت عن عدد الإصابات المؤكدة وعن عدد المنشآت الصحية التي ظهرت فيها حالات إصابة أو زارها مصابون. وفي تصريحات للصحفيين في نفس اليوم، قال نائب رئيس الوزراء تشوي كيونج حول مراقبة هواتف المواطنين الخاضعين للحجر الصحي موجهاً كلامه لهم "أرجو أن تفهموا أن هذا إجراء لا مفر منه من أجل جيراننا وأسرنا". أدى الخوف من فيروس كورونا في كوريا إلى وضع قرية جانغ دوك بأكملها رهن الحجر الصحي وأحجم الناس عن مشاهدة المباريات الرياضية وسنت توجيهات لزائري المعابد بالاكتفاء بالانحناء بدلاً من المصافحة. يقول أحد الخاضعين للحجر الصحي في القرية المذكورة "كل شيء حدث فجأة، لا استطيع المغادرة، لا أستطيع الحركة، إذا خرجت من هنا ستقبض علي الشرطة أو تتعقبني عبر الهاتف المحمول. المفارقة اللافتة أن المسؤول المباشر عن إدارة ما جرى خلال شهرين عاصفين من النفير العام بنجاح استثنائي أوصل إلى الإعلان عن نهاية خطر الكابوس الذي مرت به كوريا حكومةً وشعباً هو وزير الصحة الكوري الذي أقيل من منصبه بعد أسبوع من الإعلان عن نهاية الخطر الحقيقي لمرض كورونا في كوريا الجنوبية بعد انتقادات وجهت لتعامله مع فيروس كورونا الذي أودى بحياة 36 شخصا وانتشر من خلال المستشفيات. الجدير بالذكر أنه وفي ذروة الاستنفار لمواجهة المرض في كوريا، وصل إلى السعودية فريق طبي كوري جنوبي قيل وقتها أنه جاء "لتبادل الخبرات والاطلاع على تجربة المختصين والمؤسسات الطبية السعودية في مجال مكافحة فيروس كورونا". وأثناء هذه الزيارة، قلل بعض المسؤولين عبر وسائل الإعلام من أهميتها لأسباب غير مقنعة. من ذلك مثلاً ما جاء على لسان المدير العام لمكافحة عدوى المنشآت الصحية في وزارة الصحة السعودية الدكتور هايل العبدلي في جريدة الحياة في 1/6/2015 حيث قال ما يلي: الاكتشاف الكوري الجنوبي الجديد لتحليل الفايروس خلال 15 دقيقة أقل قدرة على اكتشاف الحالة من تحليل الحمض النووي الذي نجريه في المملكة حاليا على الحالات المشتبه بإصابتها وهو أكثر دقة وحساسية مع أنه يستغرق 24 ساعة. أما اسلوب الكشف الكوري فهو معروف ويتميز بالسرعة. التحليل الكوري ليس جديدا ونعرف عنه منذ فترة لذلك لم نستخدمه.