أشارت الجمعية الفلكية بجدة، الى ان العام الحالي يعد أفضل الأعوام لرصد زخة شهب (البرشاويات) في سماء المملكة، وذلك اعتبارا من قبل شروق شمس الأربعاء المقبل بإذن الله، إضافة إلى إمكانية أن يمتد تساقط الشهب لليومين التاليين فجر 13 و14 من شهر أغسطس الجاري. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: انه يتوقع أن يكون عرض زخة هذه الشهب لهذا العام الأكثر روعة، وذلك نظرا لان القمر لن يكون موجودا في السماء وقت ذروة تساقطها ما سيترك السماء مظلمة طوال الليل، وتعد شهب (البرشاويات) واحدة من أفضل زخات الشهب التي ترصد في سماء المملكة والخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط، نظرا لان نقطة انطلاق هذه الشهب تقع في أقصى شمال قبة السماء، وعادةً فان هذه الشهب تنتج اكبر عدد منها في ساعات ما قبل ضوء الفجر، وذلك عند مراقبتها من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن، حيث توجد فرصة لإمكانية رؤية من 50 إلى 100 شهاب في الساعة، ولكن لن يتم رؤية الشهب من داخل المدن. وذكرت الجمعية أن هذه الشهب تبلغ ذروة تساقطها في هذا التوقيت من كل عام في أثناء عبور الأرض في مدارها حول الشمس من خلال مسار المذنب سوفت توتال، فالبقايا الغبارية التي تخلفت من المذنب تتحطم في أعلى الغلاف الجوي للأرض وتضيء الليل في حال كانت السماء صافية وخالية من الغيوم، وهو الحدث السماوي الابرز والمرتقب في كل صيف، وعند التعمق في الليل، فإن عدد الشهب سيبدأ في الزيادة، والكثافة تحدث بعد منتصف الليل، ومن المحتمل أن تتساقط الشهب بغزارة في كافة مناطق المملكة اعتباراً من الساعة 2 فجراً من الاربعاء وفي نهاية الاسبوع القادم، وسبب تسمية البرشاويات بحسب الجمعية إلى مجموعة نجوم فرساوس، لأن سيل هذه الشهب تظهر وكأنها تندفع من هذا الجزء من القبة الزرقاء، كذلك والى جانب زخات هذه الشهب، فانه يمكن رؤية العديد من الاجرام السماوية والمجموعات النجمية ذات الألوان المختلفة، إضافة لإمكانية رؤية عبور أقمار صناعية متعددة عبر صفحة السماء. وجميع الشهب تحترق في الغلاف الجوي وتتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، ولا تسبب سوى خطر ضئيل قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، نتيجة سرعة الشهب لدى دخولها الغلاف الجوي واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان: بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة وبالتالي إيقافه عن العمل، وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 - 72 كيلومتر في الثانية، ويبدأ بالظهور على ارتفاع 100 كيلومتر عن سطح الأرض تقريبا، وفيما يبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا: فان معظمها لا يرى بالعين المجردة، وتتكرر مع الاختلاف من عام لآخر نسبياً، والشهب بشكل عام، عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه، ونتيجة لذلك تشاهد على شكل خط مضيء لمدة ثوان أو جزء من الثانية، ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب الصغيرة.