كشف العلم مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر وهي حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة إلى وقت قريب، كما كشف العلم أن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من خيط الحرير وأكثر منه مرونة فيكون نسيج العنكبوت بالنسبة لاحتياجات العنكبوت وافياً بالغرض وزيادة ويكون بالنسبة له قلعة أمينة حصينة. فهناك سر بيولوجي كشف العلم عنه لنا مؤخراً، فالحقيقة أن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من أمان وسكينة وطمأنينة فالعنكبوت الأنثى تقتل ذكرها بعد أن يلقحها وتأكله، والأبناء يأكل بعضهم بعضاً بعد الخروج من البيض، ولهذا يعمد الذكر إلى الفرار بجلده بعد أن يلقح أنثاه ولا يحاول أن يضع قدمه في بيتها. وتغزل أنثى العنكبوت بيتها ليكون فخاً وكميناً ومقتلاً لكل حشرة صغيرة تفكر أن تقترب منه وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يقتل. ولذلك يظن البعض أن وهن بيت العنكبوت يكمن في وهن خيوطه، ولكن الوهن في بيت العنكبوت كما رأينا سابقاً هو وهن في العلاقات الاجتماعية والحيوية في هذا البيت، علاوة على وهن عدم الحماية من العوامل البيئية الخارجية مثل: المطر، والحر، والبرد، والشمس، والأتربة كما قال بعض المفسرين قديماً. إن وصف بيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت فيه دلالة واضحة على إعجاز القرآن وأنه من عند الله، حيث لم يقل القرآن خيط العنكبوت أو نسيج العنكبوت، لأن الخيط بذاته له صفات خاصة تجعله من الخيوط القوية، وإنما قال بيت العنكبوت، ولعل التفريق بين وهن البيت وقوة المادة التي يبنى منها يثبته استعمال الآية الكريمة لكلمة (بيت) وليس (خيط) أو (شبكة)، ليبقى القرآن يسطر لنا آيات وبينات معجزة، تخرس لها الألسن الحداد.