لعل المسيار بات معلوما للصغار قبل الكبار، وحكمه أفتى فيه من هم ليسوا من العامة، فالحديث ليس عن حكم أو تشريع، بيد أنها جملة أفكار وتسلسل وربط آثرت رصدها على مساحة بوح، وبسط النقاش عنها. فلقد لمست تشابها كبيرا وترادفا، وطردية بين أحوال بيت العنكبوت وبيت المسيار، فكلاهما تنشئه الأنثى وتستضيف فيه ذكرا، غير أن أنثى العنكبوت تسعى للتكاثر، بينما الأنثى البشرية قد يشترط عليها عدم الإنجاب، وهي ذات الهشاشة التي فسرها أهل العلم لمعنى وهن بيت العنكبوت إنه "من الناحية المعنوية والاجتماعية حيث لا روابط أسرية قوية ومتينة، ولا تراحم ولا تعاطف، ولا محبة ولا تعاون، فبيت العنكبوت يُقتل فيه الذكر متى ما قام بمهمته التي جاء لأجلها وهي التلقيح، وبعدها تنهي أنثاه حياته، وعندما تضع الأنثى حملها يقتلها أبناؤها" وفي البيوت البشرية غالباً تستضيف الأنثى الذكر "محفول مكفول" يدخل بمجهوده الشخصي، أو يعطي ما يقدر حق اقامته واستمتاعه، وتعرف ويعرف، أو تتوجس حذراً، ويبيت هو نية أنه في الغالب سيرحل ويغيب، وكلاهما على علم أن الباحثين عن تراب المسيار كثر ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون!. قال الله تعالى في شطر الآية (كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) العنكبوت41 ، والوهن نفسه لكليهما متى ما كانت من أنشأته أنثى، ولو كان ظاهره الرحمة المزيفة، أي كما هي خيوط العنكبوت التي تعد من أجود أنواع الخيوط إلا أنها لا تحمي من برد مشاعر، ولا لظى وحرارة الرغبة بالاستقرار والأمان، وروابطه غير متينة مهما توهما ذلك ، بين رجل قادم للتغيير أو التوفير أو الاستمتاع الوقتي بالحلال المسموح شرعاً، وامرأة أنى لها أن تحترم من هي القائمة والمنفقة على بيتها معه ولو بعمر الحاجة، وأي كرامة مهدرة ورجولة مزعزة لعريض منكبين يميزه في بيته الفحولة، وبعض عامل نفسي لوجود رجل ولو بالاسم، أو لإرضاء الأعراف. .. من أوهن البيوت لبيت أسس كمسيار لو حكموا الإنصاف والعدل والمصداقية، والنظرة لواقع حال مهما تسترنا على حاله ، تظهر تبعاته وعيوبه. وكم أتمنى أن يجرى مسح، وتوضح إحصائية لزيجات المسيار التي نجحت والتي فشلت، ولا ينسى في الرسم البياني ذكر من استمرأ المسيار، وبات يتنقل أو تنتقل من زيجة لأخرى "مسيارية" تحت ذريعة على سنة الله ورسوله، ليتأكد لهم صدق النظرية من عدمه. .. وبعد أنقاضه ومخلفاته العودة للحق أولى، ككل مسألة حكم فيها عقل بشري وأخذت بالقياس وليست قرآناً منزلاً، فتحتمل الصواب والخطأ، وتستوجب المراجعة والتدقيق، والأنبياء والرسل يصححون ويغيرون ولو كانوا أقل من باقي البشر بالخطأ والزلة.