بعدما التهمت وجبة «كباب الميرو» بفترة بسيطة، انطلقت بداخلي مجموعة أنزيمات للهضم. ومن أهمها مادة اسمها «كيمو تريبسين» Chymotrypsin وهي على وزن «كونوا ساكتين»، وقد خرجت من البانكرياس بجانب كبدي لتصب في أمعائي الدقيقة بلطف الله عز وجل لتكسير البروتينات في الوجبة الدسمة التي أكلتها. ومن الطرائف هنا أن هذا «الكيمو» هو عبارة عن بروتين ذي مكونات ضخمة نسبيا، وهو يمارس النذالة ضد البروتينات الشبيهة به فيكسرهم. ومن الطرائف أن البروتينات تشبه «السبحة»، وحباتها «الملضومة» هي الحمضيات الأمينية Amino Acids والتي يصعب تكسيرها إلا باستخدام مواد تستطيع أن تتغلغل في تركيبة سلسلتها بمشيئة الله ولطفه. وهناك أمثلة أخرى قد تكون أفضل لتوضيح ممارسة النذالة ففي عالم العناكب مثلا تقع بعض الذكور في دراما مخيفة مع الإناث. أول الرعب يبدأ بفارق الحجم. تخيل أن الأنثى ممكن أن تصل إلى خمسة أمثال حجم الذكر أو ربما أكبر من ذلك. وباستخدام النسبة والتناسب فكأن العريس سيتزوج عروسا بحجم «اللاندكروزر». ولكن الرعب الحقيقي يبدأ عند عملية التزاوج وتحديدا عندما تبدأ الأنثى بالتهام العنكبوت بأكمله بدءا برأسه.. وهنا التساؤل الكبير عن الحكمة في ذلك، والله أعلم وقد جاء ذِكر وهن بيوتِ العنكبوت في سورة العنكبوت في القرآن الكريم كأحد أمثلة الإعجاز. تلك البيوت تتميز بقوة هندسية إعجازية: خيوطها النحيفة جدا أقوى من الفولاذ، ومرونتها العجيبة تستطيع أن توقف حشرة كبيرة طائرة، ولكن بالرغم من كل ذلك، يكمن ضعفها الشديد في السلوكيات الشرسة بداخلها. بدأت بالبروتينات، ومررت بالعناكب، ولكن أفضل الأمثلة على النذالة هي في عالم الإنسان فللأسف أن خرق الاتفاقيات، وعدم الالتزام بالعهود، والطعن في الظهر قد أصبحت من القضايا اليومية العادية. ولكن هناك بعض أبعاد الاستنذال العجيبة وهي تلك التي تمارس من قبل حكومات بأكملها. لو تأملت في صورة القدس الشريف ستجد أن أول ما يأتي في مخيلتك هو ساحة الأقصى التي تحتوي على قبة الصخرة والمسجد الأقصى في أعلاها، وحائط البراق في غربها، ويسميه البعض حائط «المبكى» وهذا الاسم غير صحيح، ويسميه اليهود «الحائط الغربي» نسبة إلى الهيكل المزعوم.. الشاهد أن أمام حائط البراق نجد حي المغاربة وهو من الأوقاف في بيت المقدس. وكان سكان هذا الحي من شمال أفريقيا يعطفون على بعض اليهود من سكان فلسطين فيسمحون لأعداد قليلة منهم بالسكن في بعض تلك المنازل عبر التاريخ من باب العطف عليهم. وبعد نكسة 1967 وسقوط القدس، تم هدم الحي بأكمله فوق رؤوس بعض سكانه، وتم إعادة بنائه وتسميته بالحي «اليهودي» أصبح «يعني، يعني» يهوديا. وهذا تجسيد لمبدأ «جزاء المعروف سبعة كفوف» ، ويعكس سياسة تهويد كامل «زهرة المدائن»، وهي تجسيد للنذالة العمرانية. أمنية في الحرب العالمية الثانية عندما بدأت استراتيجية ضرب المدن وقتل المدنيين، شهد العالم تحولا أخلاقيا مخيفا. واليوم، نشهد نذالة من بعد آخر حيث تستخدم الجيوش ضد الشعوب في بلدها لقتل الأبرياء من أطفال ونساء وكبار السن بحجج سخيفة وغير مقنعة.. أتمنى أن يدرك ويتذكر كل من يمارسون النذالة بأبعادها المختلفة، الرسمية والفردية والجماعية أن الله عز وجل شاهد على ما يفعلون. وهو من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة